الأمم المتحدة: الصراع السودانى الأكثر تدميرا فى العالم

اقتربت الحرب المدمرة فى السودان من عامها الثانى تاركة إرثا من سوء التغذية والفرار الجماعى للسكان وانعدام مزمن للأمن وبنية تحتية مدمرة وغير صالحة للحياة ووصفتها منظمة الأمم المتحدة أكبر وأكثر الأزمات الإنسانية وأزمات الحماية تدميرا فى العالم.
ومن جانبه دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش الى بذل مزيد من الجهد من المجتمع الدولى للشعب السودانى فى محنته، مشددا على ضرورة إخراج شعب السودان من هذا “الكابوس”.
وأشار الأمين العام إلى أن منظومة الأمم المتحدة ستطلق خطتيها للسودان للاستجابة الإنسانية ولللاجئين لعام 2025، واللتين تتطلبان 6 مليارات دولار لدعم نحو 26 مليون شخص داخل وخارج الحدود السودانية. وقال: “إن هذين النداءين اللذين تم تنسيقهما من قبل الأمم المتحدة يتجاوزان بكثير أى نداءات أطلقناها للسودان والمنطقة، ويمثلان الأبعاد غير المسبوقة للاحتياجات التى نواجهها”.
وأضاف جوتيريش أن السودان فى قبضة أزمة “مذهلة الحجم والوحشية”، وهى تنتشر بشكل متزايد إلى المنطقة الأوسع، وتتطلب اهتماما مستداما وعاجلا من الاتحاد الأفريقى والمجتمع الدولى الأوسع.
وشدد على ضرورة حماية المدنيين، بما فى ذلك العاملون فى المجال الإنسانى، فضلا عن تسهيل الوصول الإنسانى السريع والآمن وغير المعاق والمستدام فى جميع المناطق المحتاجة. مضيفا أن الدعم الخارجى وتدفق الأسلحة يجب أن يتوقفا، لأن هذا “يمكّن من استمرار الدمار المدنى الهائل وسفك الدماء”.
ووفق الأمم المتحدة أن بالنسبة للمدنيين فى السودان ” كارثية” لافته الى انه نحو 30.4 مليون شخص ــ أى أكثر من ثلثى إجمالى السكان ــ فى حاجة إلى المساعدة، من الصحة إلى الغذاء وغير ذلك من أشكال الدعم الإنسانى وأدى القتال إلى انهيار اقتصادى، كما أن الجوع الحاد مشكلة متنامية، حيث يواجه أكثر من نصف السكان مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائى الحاد. وتم الكشف عن ظروف المجاعة فى خمسة مواقع فى ولاية شمال دارفور وجبال النوبة الشرقية. ومن المتوقع أن تنتشر المجاعة إلى خمس مناطق أخرى بحلول مايو من هذا العام.
المنسقة المقيمة ومنسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية فى السودان، كليمانتين نكويتا سلامى، حذرت من أن “هذه لحظة حرجة، حيث بدأت بالفعل أجزاء من جنوب كردفان تشعر بعواقب انعدام الأمن الغذائى، إذ تعيش الأسر على إمدادات غذائية محدودة بشكل خطير، وترتفع معدلات سوء التغذية بصورة حادة”.
وأضافت تمت إعاقة الجهود الإنسانية بشدة بسبب انعدام الأمن، مما يفرض قيودا شديدة على الوصول الإنسانى، ويعقد حركة الإمدادات ويعرض عمال الإغاثة للخطر مضيفة أن النظام الصحى فهو فى حالة يرثى لها، حيث تعرضت المرافق الصحية للهجوم وأُجبِر العديد من العاملين الصحيين على الفرار.
اليوم السابع