تقرير: مخاوف من تأثير دبلوماسي على صادرات الشاي الكيني بعد استضافة نيروبي لاجتماع قوات الدعـ،،م السـ،،ريع

سودافاكس – أعرب مصدرون كينيون عن قلقهم من تداعيات دبلوماسية محتملة مع السودان، وهو سوق رئيسي لصادرات الشاي الكيني، بعد استضافة نيروبي لاجتماع سياسي رمزي لقوات الدعم السريع (RSF) هذا الأسبوع.

ووصف السودان استضافة كينيا لهذا الاجتماع بأنه “عمل عدائي ضد الشعب السوداني”، مشددًا على أنه سيتخذ “جميع الإجراءات اللازمة لإعادة التوازن”، كما استدعى سفيره في نيروبي احتجاجًا على هذه الخطوة.

مخاوف في قطاع الشاي الكيني

أثار هذا التوتر الدبلوماسي قلقًا خاصًا لدى مصدري الشاي، حيث يحتل السودان المرتبة السابعة بين أكبر مستوردي الشاي الكيني، وهو المصدر الأول للعملة الصعبة في البلاد. وتعد السودان الدولة الإفريقية الوحيدة ضمن قائمة أهم 10 أسواق للشاي الكيني، والتي تتصدرها باكستان ومصر والمملكة المتحدة.

ووفقًا لتجار شاي في مدينة مومباسا الساحلية، فإن التوتر مع الخرطوم قد يؤدي إلى تراجع الصادرات إلى السودان، ما يفاقم تأثير التباطؤ الذي يعانيه القطاع منذ اندلاع الحرب في السودان في مارس 2023.

وقال إيان موانغي، مستشار تجاري مقيم في نيروبي، إن فرض قيود على الاستيراد من قبل السودان غير مرجح، لكنه حث الحكومة الكينية على اتخاذ إجراءات لحماية القطاع من أي صدمة محتملة. وأضاف: “الحرب أكدت الحاجة إلى تنويع الأسواق غير التقليدية، وهو ما تعمل عليه الحكومة حاليًا. عليها أن تكثف هذه الجهود لتخفيف أي تداعيات”.

تراجع الصادرات إلى السودان رغم مؤشرات التعافي

تراجعت صادرات الشاي الكيني إلى السودان بنسبة 74% خلال العام المنتهي في مارس 2024، مما أدى إلى انخفاض العائدات من 18.6 مليون دولار في العام السابق إلى 5 ملايين دولار فقط. ومع ذلك، لاحظ مجلس الشاي الكيني تعافيًا تدريجيًا في الأشهر الأخيرة، حيث بلغت الصادرات إلى السودان 1.6 مليون كجم في أكتوبر 2024 مقارنة بـ 1.3 مليون كجم في نفس الشهر من العام السابق.

لكن جون مواشومبي، تاجر شاي في شركة “شاي بوا” بمومباسا، أبدى قلقه من أن يؤثر التوتر الدبلوماسي الجديد على هذا التعافي، قائلًا: “كنا نشهد انتعاشًا في سوق السودان، لكننا نخشى الآن ألا يستمر هذا التحسن”.

كينيا تدافع عن قرار استضافة قوات الدعم السريع

جاء الاجتماع الذي عقد يوم الثلاثاء في نيروبي بحضور نائب قائد قوات الدعم السريع، شقيق قائدها محمد “حميدتي” دقلو، بهدف التوقيع على ميثاق لتأسيس “حكومة سلام ووحدة موازية”، لكن التوقيع أُلغي في اللحظات الأخيرة.

وأثار الحدث انتقادات داخلية، حيث حذر نواب معارضون كينيون من تداعياته العالمية، خاصة بعد أن وصفت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن في يناير 2024 قوات الدعم السريع بأنها متورطة في “إبادة جماعية”، وفرضت عقوبات على حميدتي.

لكن وزير الخارجية الكيني دافع عن استضافة الاجتماع، مؤكدًا أن بلاده توفر “منصات غير منحازة” لأطراف النزاعات ضمن جهودها الإقليمية للوساطة، مشيرًا إلى أن كينيا لعبت أدوارًا مشابهة في مفاوضات السلام بجمهورية الكونغو الديمقراطية وجنوب السودان.

التداعيات الاقتصادية والسياسية

شهدت العلاقات الخارجية الكينية توترات متزايدة بسبب سياساتها الدبلوماسية، فقد سبق أن أثارت حادثة اختطاف المعارض الأوغندي كيزا بيسيغي في نيروبي في نوفمبر الماضي ردود فعل غاضبة، كما أن استضافة زعماء متمردي حركة M23 في 2023 أثارت توترات مع جمهورية الكونغو الديمقراطية.

وفي ظل هذه الأوضاع، يواجه قطاع الشاي، الذي سجل عائدات بلغت 1.2 مليار دولار في أول 10 أشهر من عام 2024، حالة من عدم اليقين في أحد أسواقه الرئيسية.

تفاؤل وسط تنويع الأسواق

لكن بعض تجار الشاي يرون أن أي خسائر محتملة في السودان يمكن تعويضها بالنمو في أسواق أخرى. وقال سعيد علي، وسيط في شركة “شيران تيز” للتجارة في مومباسا: “رغم المخاوف، رأينا نموًا قويًا في أسواق مثل تشاد وجنوب السودان. كما أن الطلب في الأسواق التقليدية مثل المملكة المتحدة والهند لا يزال قويًا”.

سودافاكس


إنضم للواتسب


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.