اعتراف واعتذار.. مسؤول كيني يقر بخطئه بعد نشر فيديو مزيف حول السودان

سودافاكس – أراد السكرتير الدائم لوزارة الخارجية الكينية، كورير سينغ’وي، الرد على “المحللين المزيفين” بشأن الجدل الدائر حول موقف نيروبي من قضية السودان، لكنه وجد نفسه في مواجهة تداعيات فيديو مفبرك بتقنية الذكاء الاصطناعي.
صباح الجمعة، اعتذر سينغ’وي عن استخدامه فيديو مزيفًا منسوبًا لقناة CNN كان ينوي الاستشهاد به كدليل على الدعم الذي تحظى به كينيا لاستضافة المتمردين السودانيين.
وسط الجدل المتزايد حول وجود ممثلين عن قوات الدعم السريع في نيروبي، أكدت كينيا في البداية أنها تعمل على تسهيل الحوار ولم تنتهك سيادة السودان.
في محاولة منه لشرح موقف الحكومة، قام سينغ’وي بنشر فيديو مزيف يُظهر المعلق السياسي في CNN، فريد زكريا، وهو يدعم مزاعم كينيا حول دورها في جهود السلام بالسودان. لكن في الواقع، لم يغطِ زكريا ولا القناة القضية السودانية.
بعد نشره الفيديو على حسابه الرسمي على X (تويتر سابقًا)، واجه سينغ’وي انتقادات واسعة يوم الخميس، ليصدر اعتذارًا رسميًا يوم الجمعة، معترفًا بخطئه وشاكراً كل من نبهه إلى زيف الفيديو.
وقال في بيانه:
“أعتذر بصدق عن نشر فيديو مُولَّد بالذكاء الاصطناعي عن غير قصد، والذي تم تقديمه بشكل مضلل على أنه تعليق حقيقي من فريد زكريا على بحث السودان عن السلام ودور كينيا فيه. أندم على أي لبس قد سببه هذا الفيديو، وأشكر كل من أشار إلى أنه فيديو مزيف.”
كما تعهد بتعلم المزيد عن تقنيات الذكاء الاصطناعي لمنع مثل هذه الأخطاء في المستقبل، مشيرًا إلى أن الوزارة تعمل مع شركات تكنولوجيا لوضع علامات واضحة على المحتوى المُنشأ بالذكاء الاصطناعي.
وأضاف:
“نعمل مع شركاء وشركات تكنولوجيا على تطوير (مدرسة الدبلوماسية في الذكاء الاصطناعي – SAID) في أكاديمية الخدمات الخارجية، وهو برنامج سأحضره شخصيًا لتعزيز فهم صانعي السياسات لهذه التحديات الجديدة.”
وختم بيانه بالقول:
“أكرر اعتذاري وأشكر الجميع على يقظتهم وتصحيحهم للأمر.”
الأثر الدبلوماسي للخطأ:
يُضاف هذا الخطأ إلى سلسلة من الإخفاقات الدبلوماسية التي ارتكبتها الحكومة الكينية مؤخرًا، مما أثار استياءً عامًا. فقد سبق أن أخطأ وزراء ونواب كينيون في التصريحات حول السودان، ما أدى إلى إحراج دبلوماسي كبير.
يأتي ذلك في وقت أُلغي فيه مؤتمر صحفي لقوات الدعم السريع في نيروبي في اللحظات الأخيرة، مما زاد من التكهنات بأن الحكومة الكينية تحاول احتواء تداعيات وجودهم في البلاد.
كانت قوات الدعم السريع قد وصلت إلى نيروبي يوم الأحد، معلنة نيتها توقيع ميثاق مع حلفائها لتشكيل حكومة موازية، لكنها سرعان ما غيرت موقفها وقالت إنها جاءت فقط لمناقشة مستقبل السودان السياسي.
في المقابل، احتجت الحكومة العسكرية السودانية بقيادة عبد الفتاح البرهان بشدة على الاجتماع، متهمة كينيا بالقيام بـ”عمل عدائي”.
من جهته، أكد المستشار الخاص لقائد قوات الدعم السريع، عز الدين الصافي، أن وجودهم في كينيا يهدف فقط للحوار، مشيرًا إلى أن البلاد تقدم “أرضًا محايدة” لمناقشة جذور الأزمة السودانية، كما حدث خلال مفاوضات عام 2005 بين شمال وجنوب السودان.
سودافاكس