ارتفاع مستوى بحيرة سد النهضة رغم تدفق المياه: ما تأثير ذلك على السودان؟

سودافاكس – كشف عباس شراقي، أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة، أن مستوى بحيرة سد النهضة لا يزال عند أعلى منسوب له منذ 24 أغسطس 2024، حيث بلغ 638 مترًا فوق سطح البحر. وأشار شراقي في تصريحات صحافية إلى أن البحيرة ما زالت تحتفظ بهذا المستوى رغم تدفق المياه من حوض التوربينات على الجانبين الأيمن والأيسر للسد، حيث تم إطلاق حوالي 15 مليون متر مكعب الأسبوع الماضي.
وأوضح شراقي أن هذه الكمية تأتي من بحيرة تانا، التي تغذي النيل الأزرق بحوالي 4 مليارات متر مكعب سنويًا. كما أكد أن سد النهضة يواجه ضغطًا كبيرًا بسبب كمية المياه التي تصل إلى 60 مليار متر مكعب، مما يضع عبئًا على السد، خاصة السد المساعد (سد السرج).
وأشار إلى أن تشغيل 4 توربينات يتطلب 3 مليارات متر مكعب من المياه شهريًا عند التشغيل المتوسط، وهذه المياه ينبغي أن تأتي من مخزون البحيرة طوال فترة الجفاف. ورغم ذلك، لم ينخفض مستوى البحيرة حتى الآن، ما يعكس عدم تشغيل التوربينات بشكل حقيقي. وفي حال استمرار هذا الوضع، من المحتمل أن تضطر إثيوبيا إلى فتح بوابات المفيض العلوي لتفريغ 20 مليار متر مكعب من المياه على الأقل قبل يوليو 2025، وربما تبدأ هذه العملية تدريجيًا في أبريل أو مايو 2025.
وأكد شراقي أن غياب التنسيق وتبادل المعلومات بين الدول المعنية يزيد من حالة الارتباك في إدارة السدود، خاصة في السودان. وتجدر الإشارة إلى أن قضية سد النهضة لا تزال تثير توترًا كبيرًا بين مصر وإثيوبيا، في ظل تعنت الأخيرة في المفاوضات وتجاهل رغبات القاهرة والخرطوم في التوصل إلى اتفاق قانوني ملزم بشأن ملء وتشغيل السد، مما أدى إلى تجميد المفاوضات. وكان الاجتماع الرابع والأخير من المفاوضات بين الدول الثلاث قد انتهى بالفشل، ولم يتم التوصل إلى أي نتائج ملموسة.
سودافاكس



