الطاهر ساتي : الزحف القادم ..!!

سودافاكس ـ (انتهى الأمر، الخرطوم حُرة)، قالها رئيس مجلس السيادة و القائد العام للجيش بياناً بالعمل ثم سجد لله شُكراً بمطار الخرطوم .. هي المرة الثانية التي اسمع فيها ( انتهى الأمر)، إذ قبل ثلاثة أسابيع من تحرير الخرطوم، عندما سألناه عن الوضع العسكري، شرح باختصار : ( انتهوا خلاص)، وكان مُطمئناً، ولم نفهم سر الطمأنينة إلا حين رأيناهم – أوغاد آل دقلو – يحترقون و يهربون ..!!

و أينما هربوا ستدركهم نيران الفرسان ..والمضحك في هروبهم تبرير مستشارهم عمران عبد الله، إذ قال بأن هناك اتفاقاً بين الجيش و المليشيا، لينسحبوا ويحكموا دارفور .. وقد صدق الأخ مزمل أبو القاسم بقوله – للباشا طبيق – بأن من مآسي الحرب هروب نزلاء مستشفى التيجاني الماحي، ليشغلوا وظائف الإستشارية بمليشيا آل دقلو .. و يبدو أن عمران منهم..إن كان هناك إتفاقاً، فقد يكون تسهيل عبورهم لكبري جبل أولياء، ثم بعد ذلك ( حدث ما حدث)، وعُمران يعلم ما حدث .. !!

المهم .. انتهى الأمر، والبرهان لا يعني أمر الجنجويد بالخرطوم فحسب، ولكن بالسودان .. فالمعركة لم تنته، وما تحرير الخرطوم إلا مرحلة من مراحل تطهير السودان من أنجاس آل دقلو وعُربان الشتات و كل مرتزقة الإمارات.. وتحرير الخرطوم يعني أنها نفضت عن جسدها غُبار معركتها ضد جنجويد آل دقلو، ثم تهيأت لخوض معارك دارفور و ما تبقت من كردفان، حتى تتعافى كل ربوع بلادنا من فيروس آل دقلو و مُرتزقة الإمارات ..!!

فالذين نهبوا أموال الناس والبلد لن يتنفسوا الصعداء في مدن و أرياف دارفور، ولن يتنعموا بما نهبوا، فالزحف إليهم – براً و جواً – سوف يتواصل سرباً تلو الآخر و متحركاً تلو الآخر، حتى يتم القضاء عليهم..وإن كان خبر وجود حميدتي حياً قد أزعج البعض بالأمس، فيجب تذكيرهم بأن أقسى ما يؤلم المرء في الحياة هو إنهيار مشاريعه أمام ناظريه، وهذا ما يحدث لحميدتي حالياً، بحيث يموت في اليوم مائة مرة، قبل أن ينفق كجنوده ..!!

و عندما إلتقينا البرهان سألناه أيضاً عن زعيم المليشيا الارهابية، فأجاب بما يُطمئن بأن أجهزتنا الأمنية والإستخباراتية بخير، و بأن عيونها ترصد و تراقب، وأن أياديها طويلة، وأن رأس الأفعى – عاجلاً أو آجلاً – لن يفلت من أحد المصيرين، القبض أو الهلاك .. والإمارات لن تحميه ولن تحتفظ به، فالدول التي تصنع الفيروس وتطلقه في الناس، لاتحتفظ به في معامله حين يتفشى الوباء، لكي لا يكون دليل إدانة ..!!

الطاهر ساتي



اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.