شركة الجنيد للأنشطة المتعددة : الذراع الاقتصادية لعائلة دقلو في السودان

سودافاكس ـ تُعد شركة “الجنيد للأنشطة المتعددة المحدودة” واحدة من أبرز الكيانات الاقتصادية الخاصة في السودانالشركة السودانية للكهرباء تعتذر وتوضح أسباب الانقطاعات المتكررة، تأسست عام 2009 وتتخذ من العاصمة الخرطوم مقرًا رئيسيًا لها، وتمتد أنشطتها إلى دارفور و مناطق سودانية أخرى عبر شبكة من 11 فرعًا. تعمل الشركة ككيان قابض يضم عدة شركات في مجالات التعدين، والإنشاءات، والنقل، و الطرق والجسور، مع تركيز خاص على قطاع الذهب.

النشأة والتأسيس

أسس الشركة عبد الرحيم حمدان دقلو، شقيق محمد حمدان دقلو (حميدتي)، القائد السابق لقوات الدعم السريع ونائب رئيس مجلس السيادة الانتقالي. بدأت أنشطتهما التجارية في سن مبكرة، وتطورت إلى تأسيس شركة “دووم” للإلكترونيات عام 2006، التي لم تُكلّل بالنجاح، فتمت تصفيتها لاحقًا. ثم أُنشئت شركة “الجنيد”، وسُجلت باسم عبد الرحيم ونجليه علاء الدين وعادل، وكانا قاصرين آنذاك.

بدأت “الجنيد” نشاطها في مجال التعدين التقليدي، وتوسعت لاحقًا نحو التعدين المنظم، وأنشأت مصانع لمعالجة الذهب في مواقع استراتيجية مثل جبل عامر، صنقو، وجنوب كردفان، رغم تعرّض بعضها للحرق.

ارتباطها بقوات الدعم السريع

رغم تأكيد إدارة الشركة على استقلاليتها، تظل علاقتها بقوات الدعم السريع محل جدل داخلي وخارجي، خاصة مع تولي مؤسسها منصب نائب قائد تلك القوات. فقد كشفت تقارير دولية، أبرزها تقرير لوكالة “رويترز” عام 2019، عن دور حميدتي وعائلته في السيطرة على مناجم وتجارة الذهب في السودان، مع اتهامات بتجاوزات في التصدير و التعامل بسعر تفضيلي مع البنك المركزي السوداني.

ورغم نفي إدارة الشركة لأي امتيازات أو حماية خاصة، فقد اتهمت وزارة الخزانة الأميركية “الجنيد” في 2023 بتوفير دعم مالي لقوات الدعم السريع، وفرضت عليها عقوبات بموجب الأمر التنفيذي رقم 14098، باعتبارها تهدد الأمن والسلام في السودان.

أبرز المحطات والأنشطة

نفذت “الجنيد” مشاريع حيوية في مجال البنية التحتية، مثل طريق نيالا-كاس، في إطار عقود حكومية رسمية. وأقرت بتصدير 3.5 أطنان من الذهب بين ديسمبر 2018 وأبريل 2019، مؤكدة أن العائدات سُلّمت لبنك السودان المركزي مقابل استيراد الوقود، نافية تهريب الذهب أو شحنه جوًا خارج البلاد.

في 2020، تنازلت الشركة رسميًا عن امتيازها في منجم جبل عامر لصالح الحكومة، عقب تصاعد الانتقادات لاحتكارها هذا الموقع الذهبي الحيوي.

اتهامات بزعزعة الأمن

عاد اسم “الجنيد” إلى الواجهة في تقارير صحفية دولية، مثل تقرير لصحيفة لاكروا الفرنسية عام 2022، الذي ربط بين أعمال العنف في غرب دارفور وسعي الشركة للسيطرة على احتياطيات الذهب، خصوصًا في منطقة جبل مون. وبحسب شهود، حاولت الشركة إقناع السكان بالتخلي عن أراضيهم لصالح أنشطة تعدين، الأمر الذي قُوبل بالرفض، أعقبه ضغوط عسكرية من الدعم السريع.

مجالات الاستثمار

التعدين: عبر شركة “الجنيد للتعدين ومخلفات التعدين”، وتركّز على معالجة مخلفات الذهب.

الطرق والجسور
تنفذ مشاريع بنية تحتية، تحت إدارة “الجنيد للطرق و الجسور” منذ 2016.

الإنشاءات
أنجزت مشاريع متنوعة في الخرطوم ودارفور.

النقل البري: تمتلك أسطولًا لنقل المعدات والموارد.

و رغم محاولات الشركة لإبراز دورها التنموي والاقتصادي، تظل الشكوك قائمة حول علاقتها بقوات الدعم السريع ودورها في النزاع السوداني، لا سيما في المناطق الغنية بالذهب مثل دارفور.

الجزيرة



اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.