هل يصمد سد مروي أمام المسيرات.. وزير سوداني سابق يوضح

في تطور أثار القلق، تعرض سد مروي، عملاق مشاريع الطاقة الكهرومائية بالسودان، لعدة هجمات بالطائرات المسيّرة في الآونة الأخيرة، ما وضع المشروع الحيوي في مرمى تهديدات أمنية غير مسبوقة.

فمع تسارع وتيرة الهجمات، تصاعدت التساؤلات حول إمكانية صمود هذا الصرح الضخم؟

وفي السياق، أوضح الدكتور عثمان التوم، وزير الري السوداني الأسبق، أن سد مروي، أحد أضخم المشروعات الهندسية يتمتع ببنية صلبة صُمّمت لتحمل الضغوط العالية، حيث شُيّد المجرى الرئيسي للنهر باستخدام الخرسانة المسلحة، ما يجعله عصيا على الانهيار بفعل ضربات الطائرات المسيّرة.

تشققات محتملة
إلا أنه لم يستبعد إمكانية تعرض أجنحة السد لبعض التصدعات، مشيرا إلى أنها لا تعني على الإطلاق انهياراً شاملاً.

أما في حال حدوث مثل هذه التصدعات، فأوضح أن هناك خطة طوارئ تشمل خفض منسوب بحيرة السد إلى ما دون مستوى الصدع، لتقليل الضغط على الهيكل ومنع تفاقم الأضرار.

لكنه نبه إلى أن هذا الإجراء قد يؤدي إلى تراجع مؤقت في إنتاج الكهرباء، وهو تراجع قد يستمر حتى قدوم الفيضان الجديد.

دروع هندسية
إلى ذلك، أشار إلى أن تصميم السدود الحديثة، عادة ما يأخذ في الحسبان مختلف التهديدات البيئية، مثل الزلازل والفيضانات، حيث يتم تدعيم المنشآت بمواد متينة، وإجراء دراسات هندسية دقيقة لضمان قدرتها على مواجهة الأحمال غير المتوقعة، سواء كانت بفعل الطبيعة أو من صنع الإنسان.

ونوّه التوم إلى أن الظروف البيئية القاسية تمثل تحديا كبيرا لبنية السدود، بما في ذلك الزلازل التي تحدث اهتزازات أرضية عنيفة، والفيضانات التي ترفع مناسيب المياه بصورة مفاجئة، إلى جانب العواصف العنيفة التي ترافقها رياح شديدة وأمطار غزيرة.

كما أوضح أن الرياح المصحوبة بعواصف رملية أو ثلجية قد تهدد استقرار المنشآت.

ولفت إلى أن التغيرات المناخية، مثل الجفاف والتصحر، تؤثر بدورها على أداء واستقرار السدود، إما عبر خفض منسوب المياه أو التسبب في فيضانات مباغتة، مشددا على أن سد مروي صُمّم بدقة لمواجهة مثل هذه السيناريوهات، وضمان استمرار عمله في أحلك الظروف.

قلق شعبي يخيّم على المشهد
رغم ذلك، وعلى وقع الهجمات المتكررة، بدأت سحب القلق تتلبّد في سماء المناطق المحيطة بسد مروي، حيث يعيش السكان حالة من التوتر والترقب. إذ يخشون أن تؤدي أي ضربة مستقبلية إلى كارثة إنسانية أو انقطاع واسع للكهرباء.

وفي السياق، قال محمد الحسن، وهو من سكان المنطقة، لـ”العربية.نت”: “مع كل صوت انفجار، تتسارع دقات القلوب، ونتساءل إن كان هذا اليوم هو الذي سنفقد فيه مصدر أماننا”.

كما ذكر أن الحديث عن خطط إخلاء بات يتردد على ألسنة البعض، في وقتٍ لا تزال فيه درجات الحرارة المرتفعة وانقطاع الخدمات تشكّل ضغطًا إضافيًا على المواطنين في جميع أقاليم السودان.

ويرى كثيرون أن استهداف السد لا يهدد البنية التحتية فحسب، بل يهزّ واحدة من ركائز الحياة اليومية لملايين السودانيين.

كما يمثل استهداف سد مروي ضربة قوية للطاقة في السودان، حيث أشار مسؤول في وزارة الطاقة السودانية إلى أن القصف الذي تعرض له السد يوم أمس أدى إلى انقطاع الإمدادات الكهربائية عن أكثر من 10 ملايين مواطن في مختلف أنحاء البلاد.

يُشار إلى أن سد مروي، أو “سد الحمداب” كما يُسمى أيضًا، ليس مجرد مشروع مائي، بل هو رمز للطموح والتطور في السودان. ويقع السد على نهر النيل في الولاية الشمالية، بالقرب من مدينة مروي التاريخية، ويعتبر أحد أكبر المشاريع الكهرومائية في المنطقة.

كما يعد شريان الطاقة الرئيسي الذي يغذي نصف احتياجات البلاد، بسعة تخزينية تصل إلى 12.5 مليار متر مكعب من المياه، وقوة توليدية تبلغ 1,250 ميغاواط من الكهرباء.

ومنذ انطلاق العمل في السد عام 2003 وافتتاحه رسميا في 2009، شكّل محورا حيويا في منظومة الاستقرار الاقتصادي والطاقة في البلاد.

العربية نت



اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.