ارتفاع قتلى مجزرة النهود في السودان إلى 300.. و”الدعم السريع” تقصف كسلا

أعلنت المفوضية القومية لحقوق الإنسان في السودان اليوم السبت ارتفاع عدد ضحايا “مجزرة” ارتكبتها قوات الدعم السريع بحق المدنيين في مدينة النهود بولاية غرب كردفان (جنوب) إلى 300 قتيل، بينهم 21 طفلاً و15 امرأة، فيما شنّت “الدعم السريع” غارة بواسطة مسيّرة استهدفت مدينة كسلا الواقعة في شرق السودان على الحدود مع إريتريا.
وقالت المفوضية الحكومية في بيان، إنها “تستنكر وتدين الانتهاكات التي قامت بها قوات الدعم السريع ضد المدنيين بمدينة النهود بولاية غرب كردفان من عمليات الاستهداف والتصفية والقتل المباشر للمدنيين”، موضحة أن تلك الانتهاكات “أدت إلى مقتل 300 من المدنيين، بينهم 15 امرأة و21 طفلاً، في مجزرة جديدة بحق المدنيين”.
وأمس الجمعة، أعلنت شبكة أطباء السودان، مقتل أكثر من 100 مدني، بينهم 21 طفلاً و15 امرأة، بمدينة النهود. وذكرت المفوضية السودانية أن “الدعم السريع” أقدمت أيضاً على “نهب الإمدادات الطبية والأسواق ومستشفى النهود”. وأشارت إلى أن أرقام الضحايا “أولية وقابلة للزيارة بسبب محاصرة المدينة من جانب قوات الدعم السريع المتمردة ومنع المواطنين من مغادرة المدينة وإطلاق سراح المساجين”.
وناشدت المفوضية المجتمع الدولي “الضغط على الأطراف المتنازعة لضمان حق المدنيين في مغادرة مناطق النزاع بأمان”. ولم يصدر تعليق فوري من “الدعم السريع” بهذا الشأن. والجمعة، أعلنت قوات الدعم السريع إحكام سيطرتها على مدينة النهود، وتسلم مقر رئاسة اللواء 18 مشاة للجيش السوداني بالمدينة، بعد معارك بين الجانبين.
في الأثناء، نقلت وكالة “فرانس برس” عن مصدر حكومي اليوم قوله إن قوات الدعم السريع شنّت غارة بواسطة مسيّرة استهدفت مدينة كسلا الواقعة في شرق السودان. وقال المصدر إن “مسيّرة استهدفت منطقة خزان الوقود في مطار كسلا” على مسافة حوالى 450 كيلومتراً شرق الخرطوم، دون الإشارة إلى وقوع ضحايا أو أضرار.
ومنذ بداية الحرب في السودان في إبريل/نيسان 2023، نزح أكثر من 318 ألف شخص من مدينة كسلا، وفقاً لمنظمة الهجرة الدولية التابعة للأمم المتحدة. وأدت الحرب بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة نائبه السابق محمد حمدان دقلو، إلى سقوط عشرات آلاف القتلى وأكثر من 13 مليون نازح ولاجئ، وأغرقت البلاد البالغ عدد سكانها خمسين مليون نسمة في أزمة إنسانية حادة بحسب الأمم المتحدة.
وأخيراً، بدأت تتراجع مناطق سيطرة “الدعم السريع” لصالح الجيش في عدة ولايات، خصوصاً في العاصمة الخرطوم، التي استعادت القوات النظامية فيها مقار مهمة مثل القصر الرئاسي، ووزارات حكومية، والمطار، ومقار أمنية وعسكرية. وفي عموم السودان لم تعد “الدعم السريع” تسيطر إلا على أجزاء من ولايتي شمال وغرب كردفان، وجيوب محدودة في جنوب كردفان والنيل الأزرق، إلى جانب 4 ولايات في إقليم دارفور.
وفي الطرف الآخر من البلاد، استُهدفت طائرة شحن السبت في مطار نيالا عاصمة ولاية جنوب دارفور، حسبما أفاد مصدر عسكري وكالة فرانس برس. وكانت الطائرة قد هبطت لتزويد قوات الدعم السريع بإمدادات، وفقاً للمصدر ذاته. وقال شهود إنّهم سمعوا صوت انفجار قوي في الصباح الباكر آتياً من منطقة المطار.
العربي الجديد