الفريق البرهان واللعب على رؤوس الأفاعي!
بقلم: عمر صالح ياسين
الصورة المرفقة دي من كتاب لي كاتب إسرائلي أمريكي جاية في سياق ذهاب البرهان منفردا للتطبيع مع إسرائيل ولقائه لنتنياهو في عنتبي.
وهنا نقطة؛ أنا على المستوى الشخصي من حيث المبدأ ما عندي مشكلة مع التطبيع الديبلوماسي مع إزرائيل كونه اتخت كشرط لرفع الحصار الاقتصادي عن السودان لكن فقط وفقط إذا بقى تطبيع دبلوماسي من غير تطبيع سياسي واقتصادي وإدخالها في منافذ أمنية للدولة وفي ظل الحفاظ على درجة من العداء الاستراتيجي معاها؛ يعني حاجة زي معادلة مصر وتركيا كدا.
لأنو إزرائيل خطها الأساسي هو إجهاض التحولات الصناعية وتذويب الجيوش القوية في الشرق الأوسط. دا أمنها القومي. ودا في أي نظرية أمن قومي للدولة السودانية قايمة على تحقيق المصالح العليا للدولة في أمنها واستقرارها وتحولها الصناعي، مفروض يخت إزرائيل كعدو جيوسياسي للدولة. وهنا لو رفع الحصار الاقتصادي مطلوب للاستقرار السياسي والتحول الصناعي، فحدود التعامل الديبلوماسي مع إزرائيل مفروض ما يتجاوز خط أمن الدولة القومي. وهنا مشكلتنا في جذرها هو إننا كدولة ما عندنا نظرية أمن قومي والصراع السياسي السوداني محض صراع سلطوي فارغ المضامين، الفاعل السياسي فيو، بقى مدني ولا عسكري، مستعد يصل السلطة ولو على حساب المصلحة الوطنية والأمن القومي. دا الحال للأسف منذ استقلال السودان.
فهنا المشكلة إنو الفريق البرهان غير مشيته المنفردة، واضح إنو مشى خالي بالمرة من أي تصور غير امتلاك روافع خارجية من المحور للبقاء في كرسي سلطة على رأس ثورة هو منحاز ليها وطبعا واضح إنو ما عندو اي تصور في راسه أساسا للدولة خلي أمنها القومي وتحولها الصناعي. لكن دا كرسي عشان تقعد فيو ما حتقعد من غير البلاوي الحاصلة دي.
البرهان يبدو إنو كان بنافس حميدتي على رضى المحور ودا مدخل استعمال المحور ليو. والنتيجة إنو المحور كان داير يغتالو في انقلاب ١٥ إبريل لأنو هو ما بعاين للبرهان كشخص موالي ليو لكن مشكلته مع وجود المؤسسة الهو جاي منها لأنو هدفه الأساسي هو تذويب الجيش السوداني على غرار الجيش العراقي والسوري. وعليه نجح المحور في استخدام البرهان لتربية جنى المرفعين بتاع الدعم السريع عشان يبتلع الجيش والدولة لحدي ما مضى الإطاري منفردا زي ما مشى للتطبيع منفردا. وبعد محاولة اغتياله البرهان، وانسحاب مدني، البرهان كان لا يزال داير يلاقي حميدتي تماهيا مع ذات المحور، ودا لأنو قاري الصراع الجيوسياسي غلط.
كيفما كان الأمر، النقطة المفصلية في الحرب دي هي أختراق الأجهزة الأمنية جراء حرب اليمن ودي اللحظة اللي البرهان نفسه كان فيها مسؤول الدعم اللوجستي في حرب اليمن وبل واضح إنو البرهان نفسه حاز السلطة بي روافع من المحور لأنو حميدتي في لقاء مشهود قال هو ما بيجي المجلس لو البرهان ما جا رئيسه وروى انو البرهان قال لي أنا ما بمسك لو ما جيت معاي.
لكن الحرب دي مهما كان، ما كان لها أن تحدث ما أحدثت وتقوم بذات الدفع والقوة لولا استخدام المحور للفريق البرهان في تكبير الدعم السريع واختياراته الجيوسياسية اللامشروطة من ٢٠١٩ بالتحالف مع محور الشر ممثلا في إزرائيل والإمارات.
الواقع حاليا بيقول إنو الفريق البرهان تحت ضغط الجيش والشعب غير موقفه واختار موقف العداء الصريح مع المحور دا على خجل، لكن من غير حتى ما يعترف بي أخطاؤه. داير يبقي الموضوع عادي والموضوع أبدا ما عادي ولا حيبقى عادي.
المشكلة الأساسية إنو الفريق البرهان بيدير الحرب دي بما يبقيه في كرسي السلطة بعد انتهائها، وقاعد يختار لي دا الطرق الصعبة. الطريق الأسهل للبرهان هو إنو يجيب واحد من الصحفيين الحايمين حولو ديل ويخلي يعمل معاو لقاء مكاشفة يعترف بي أخطاؤه ويوري خطه من هنا لي قدام حيمشي كيف وموقفه من ضرورة التحقيق في حرب إبريل. دا درب أسهل من اللعب على رؤوس الأفاعي بيحفظ كرامته واحترام الناس ليو كقائد منتصر، إذا نهى الحرب دي بانتصار.
الفريق البرهان كان يريد الحكم بالانقلاب على ثورة هو اكتسب مشروعية وجوده بالانحياز، والآن هو يريد الحكم بشرعية حرب تحرير هو كان السبب الأهم في نشوبها وتكبير الجهة البتخوضها، وفي كل الأحوال دا كرسي حكم تكلفته على السودان والسودانيين حتكون عالية جدا!
