البشير في كسلا.. تصويبات نارية على دعاة العصيان المدني

أدى الرقصة الحماسية التي اشتهر بها، وعرض على وقع أغنية وطنية، ورفع أثناءها عصاه. وبذات العصا التي فيها مآرب عدة، صعد الرئيس عمر البشير إلى منصة مرتجلة، وصعّد من حملته ضد خصومه، بكلمات مرتجلات، نفث خلالها كل الغضب الذي يعتمل في صدره، مرسلاً في كلمات موجزة شواظ النار في كافة الاتجاهات حتى كاد أن يحرق (القاش).

وبلهجة تواترت مع دعوات الحوار الوطني، عاد البشير لاستخدام اللغة النارية في مدينة كسلا، ومما قاله يوم أمس (الإثنين) في ثنائية (الحمم والنار)، إن الخوف لا يعرف إليه طريقاً، وإنه لم يداخله ذات يوم، وشدد على أن المحكمة الجنائية لم تعطله أو تعرقل مسيره، وقال إنه ذهب إلى الصين البعيدة، وطلب قبل ذلك تأشيرة أمريكية للذهاب إلى نيويورك.

العصيان حاضر

هاجم البشير دعاة العصيان المدني المحدد له يوم 19 ديسمبر الجاري، وزادهم من شِعره السابق الذي قال فيه لصحيفة إماراتية (إن العصيان فشل بنسبة مليون في المائة) أبياتاً جديدة، مؤكدًا أن الإنقاذ أعتى من أن يتم اقتلاعها بمثل تلك الدعوات، ومضى يقول: (الإنقاذ لن تسقط ولن نسلمها لناس الكيبورد والواتساب).

وفي تصعيد للهجته المتحدية، أردف قائلاً: (الداير يجينا زي ما جانا قبل كدا وعارفنا).

وأشار البشير في تفسيراته للجوء دعاة العصيان لتطبيقات التواصل الاجتماعي مثل “فيسبوك” و”تويتر” و”واتساب”، إلى ما أسماه فشلهم في مواجهة الإنقاذ التي قال إنها محمية بالسند الشعبي، وقال إن من أرادها فعليه أن يكون قبالة الشعب، الذي يقول قادة الحكومة أنه تفهّم الإجراءات الاقتصادية الأخيرة وبموجبها تم تحريك سعر الدولار الجمركي من (6-15.9) جنيه، مع تطبيق رفع جزئي للدعم الخاص المقدم لسلع رئيسة كالمحروقات والقمح والدواء.

شجاعة

وفي منحى ذي صلة، سخر البشير من الأحاديث التي ربطت زيارته الأخيرة إلى الإمارات العربية المتحدة، بحالة خوف ساورته من دعوات العصيان الذي تم تنفيذه في يوم (27) نوفمبر المنصرم، وقال (أنا لو خفت يحردن بنات الإنقاذ كلهن)، مشيراً إلى أن رحلته إلى الإمارات كانت لقضاء مهمة رسمية نتائجها تهم الشعب السوداني، دون أن يفصح عن طبيعة المهمة.

وفي مباهاته بعدم الخوف، ذكّر البشير برحلاته الدولية المتحدية لمذكرات توقيف حمراء أصدرها بحقه قضاة المحكمة الجنائية الدولية، وشملت زيارات البشير دولاً أفريقية وآسيوية ووصل في إحداها إلى جمهورية الصين.

وتابع في خطابه أمام حشود جماهير ميدان الجمهورية في حاضرة ولاية كسلا: (لو بخاف ما كنت طلبت تأشيرة إلى نيويورك) في إشارة منه إلى رفض أمريكا منحه إذناً يخول له المشاركة في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في العام 2013م، ومن ثم ختم بالقول: (سأسافر لنيويورك إن أُعطيتُ تأشيرة اليوم).

الحوار الوطني

دارت كلمة مساعد رئيس الجمهورية، موسى محمد أحمد، في فلك الحوار الوطني، حيث اعتبره طوق نجاة من الانزلاق في مستنقع العنف، وصمام الأمان ضد استخدام الوسائل غير السلمية.

بدوره، وصف والي كسلا، آدم جمّاع، زيارة الرئيس البشير إلى الولاية بـ (الميمونة والتاريخية)، وتوجه بآيات الشكر لجماهير الولاية التي قال إنها تهافتت لاستقبال الرئيس منذ وقت مبكر.

شاكراً الله على ما تحقق من مشروعات بعضها جرى افتتاحه أثناء الزيارة، ووعد الوالي بإكمال المشروعات التي ابتدرها في مجالات الصحة والتعليم. بجانب إكمال العمل في مطار كسلا، وإنشاء سوق حرة بالولاية، وربط الولاية بشبكة طرق (عواض – إرتريا) و(حلفا – الصباغ – الخرطوم) و(خشم القربة – ود الحليو) تؤدي إلى ازدهار الاقتصاد في الولاية، ويجعلها رقماً في عمليات المساهمة بالتنمية.

ضربة البداية

وكان البشير وصل إلى ولاية كسلا صباح أمس (الإثنين)، ضمن جولة له تشمل عدة ولايات سودانية. وأثنى خلال الزيارة على جهود دعم التنمية في البلاد من قبل الدول العربية في مقدمتها (السعودية، الإمارات، قطر) متعهداً بإحياء مشروعيْ حلفا الجديدة والقاش، وإزالة العقبات التي تعترضهما وعلى رأسها شجرة “المسكيت”.

وفي الولاية الشرقية التي وصلها مع الشروق، ابتدر البشير الزيارة بافتتاح عدة مشروعات شملت: مسلخ (لوتاه) لإنتاج اللحوم بمنطقة “ريبا”، وطريق مدخل المدينة المزدوج بطول (7) كلم، بجانب افتتاح المجمع الاستهلاكي الحديث لمواطني المدينة.
الصيحة


انضم لقناة الواتسب


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.