الأمم المتحدة: السودان يشهد عودة اللاجئين وسط تفاقم الكارثة الإنسانية

سودافاكس – كشفت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين عن عودة نحو 803 آلاف سوداني إلى البلاد من دول الجوار، بعد أن استعادت القوات المسلحة السيطرة على ولايتي الجزيرة والخرطوم، في تحول ميداني لافت قد يعيد رسم خارطة النزوح في السودان.

ورغم هذا التطور الإيجابي، تستمر موجات اللجوء والنزوح القسري، لا سيما من شمال دارفور، حيث يفر يوميًا قرابة ألف شخص إلى تشاد، بالإضافة إلى 600 لاجئ يتجهون إلى ليبيا يوميًا، في مؤشر على استمرار تدهور الأوضاع الأمنية والإنسانية في بعض المناطق.

وأشار تقرير حديث صادر عن برنامج الأغذية العالمي إلى أن غالبية العائدين كانوا يقيمون في مصر وجنوب السودان وإثيوبيا، وهي الدول التي شهدت أكبر تدفقات للاجئين السودانيين خلال الأشهر الماضية.

وفي السياق ذاته، أفادت المنظمة الدولية للهجرة بعودة أكثر من 1.1 مليون نازح داخليًا إلى ديارهم، بين ديسمبر 2024 ومايو 2025، حيث عاد نحو 80% منهم إلى ولاية الجزيرة، فيما توزع الباقون على الخرطوم والولايات المجاورة، في مؤشر على تحسن نسبي في الوضع الأمني ببعض المناطق.

ورغم عودة مئات الآلاف، لا يزال أكثر من 10.1 ملايين نازح داخليًا داخل السودان، وسط تصاعد القتال وهجمات قوات الدعم السريع، خاصة في الفاشر بشمال دارفور، وقرى شمال وغرب كردفان، مما أدى إلى نزوح عشرات الآلاف من المدنيين.

وتمكن برنامج الأغذية العالمي من إيصال المساعدات إلى 5.1 ملايين سوداني خلال مايو، من بينهم 1.9 مليون في دارفور و1.3 مليون في الخرطوم والجزيرة، ضمن الجهود الرامية للتخفيف من تفاقم الأزمة الإنسانية.

وأوضح البرنامج أنه قدّم مساعدات غذائية عاجلة لـ 1.7 مليون شخص يعيشون في مناطق تعاني أو مهددة بالمجاعة، وهو ما يمثل حوالي 85% من إجمالي المتأثرين بانعدام الأمن الغذائي.

لكن البرنامج حذر من عواقب وخيمة في حال عدم توفير التمويل اللازم، حيث يحتاج إلى 575 مليون دولار لمواصلة الدعم داخل السودان، بالإضافة إلى 201 مليون دولار لمساعدة اللاجئين السودانيين في دول الجوار. كما لوّح باحتمال توقف المساعدات الخارجية بسبب نقص التمويل، مما يعرض الملايين لمخاطر الجوع وسوء التغذية.

وفي ظل استمرار النزاعات المسلحة وغياب الحلول السياسية، يُحذر المراقبون من تفاقم الأزمة الإنسانية في السودان، مع اتساع رقعة العنف وزيادة الاعتماد على المساعدات الخارجية لإنقاذ الأرواح.

سودافاكس




مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.