تحذيرات عاجلة: ولاية الخرطوم تواجه أخطر موسم خريف في تاريخها

سودافاكس – مع أولى زخات الخريف، يعيش سكان العاصمة السودانية الخرطوم حالة من القلق المتصاعد، بعدما تحولت الأمطار الغزيرة من نعمة طال انتظارها إلى كابوس جديد يهدد حياتهم، وسط انهيار البنية التحتية وانتشار مخلفات الحرب.
في حي أبو كدوك بأم درمان، وقف المواطن عبد المنعم عبد الله يشاهد أمطار الخريف تغمر منزله المتهالك. رغم ترحيبه بقدوم الأمطار التي تخفف من حرارة الصيف القاسية وانقطاع الكهرباء الطويل، إلا أن فرحته سرعان ما تبددت مع تدفق السيول التي كشفت عن جثث ضحايا الحرب، مهددةً بكارثة صحية وبيئية وشيكة.
تحلل الجثث ينذر بأوبئة قاتلة
تشير تقارير محلية إلى أن بداية الخريف هذا العام جاءت مبكرة، لتفاقم من المخاوف الصحية في الخرطوم، حيث لا تزال شوارعها تعاني من مخلفات الحرب. ومع غياب خدمات الصرف الصحي وانهيار أكثر من 80% من المرافق الصحية، يخشى المواطنون من تفشي أمراض قاتلة مثل الكوليرا وحمى الضنك، وسط بيئة مواتية لانتشار الأوبئة.
تحذيرات من كارثة بيئية في الأحياء السكنية
حذرت لجان مقاومة شمبات الأراضي من خطر تحلل الجثث المدفونة عشوائيًا في الأحياء السكنية، مطالبة وزارة الصحة وهيئة الطب العدلي بسرعة التدخل لنقلها إلى المقابر الرسمية. كما أصدرت لجنة أمن محلية بحري توجيهات بحصر الجثث المنتشرة خارج المقابر.
الكوليرا وحمى الضنك تهدد العاصمة
مع ركود مياه الأمطار في شوارع الخرطوم، تتزايد احتمالات تفشي الكوليرا وحمى الضنك، في ظل غياب شبكات التصريف وتدمير البنية التحتية. وأصبحت المياه الراكدة بيئة خصبة لتكاثر نواقل الأمراض، مهددة حياة الآلاف.
جهود استباقية محدودة لمواجهة الكارثة
أكد مدير الطوارئ الصحية بولاية الخرطوم، الدكتور محمد التجاني، أن الوزارة بدأت اتخاذ تدابير استباقية شملت تدريب الكوادر الصحية، وتوفير المبيدات ومعدات الرش، بالإضافة إلى تجهيز المعامل وضمان توفر الأدوية ومادة الكلور لتنقية مياه الشرب.
بنية تحتية مدمرة وعجز في مواجهة الأمطار
في ظل الدمار الواسع الذي لحق بالبنية التحتية، يكافح الدفاع المدني بأدوات محدودة لشفط مياه السيول وإزالة مخلفات الحرب. وأوضح العقيد العباس ناجي، مسؤول مركز الإنذار المبكر، أن هناك متابعة يومية لحالة الطقس، مع إصدار توقعات وتحذيرات مستمرة.
تحذيرات من كارثة إنسانية وصحية
من جانبها، حذرت الدكتورة لينه لطفي من احتمالات وقوع كارثة إنسانية ما لم يتم الإسراع في معالجة الجثث والمخلفات. كما نبه الناشط البيئي عباس بابكر إلى خطورة مخلفات المعارك والذخائر التي تنتشر في الأحياء، خاصة عند اختلاطها بمياه الأمطار.
المواطنون بين خطر العودة وغياب الحلول
مع عودة الآلاف من النازحين إلى أحيائهم، تتفاقم التحديات الصحية والبيئية، وسط غياب حلول جذرية وفعالة. ودعا الخبراء إلى ضرورة تكاتف جهود الحكومة والمجتمع المدني والمواطنين لتفادي كارثة وشيكة.
الخريف يهدد الخرطوم بكارثة غير مسبوقة
وسط هذه التحديات، يظل خريف هذا العام مختلفًا عن سابقيه، إذ يقف سكان الخرطوم في مواجهة خطر مزدوج من الطبيعة والحرب، في انتظار تحرك عاجل لتفادي كارثة بيئية وصحية محتملة.
سودافاكس