وباء غامض يفتك بالخيول والحمير في شمال دارفور ويضاعف أزمة العطش

سودافاكس – تشهد منطقة دار سميات بشرق الفاشر في ولاية شمال دارفور أزمة إنسانية متفاقمة بسبب شح المياه وظهور وباء مجهول أودى بحياة أعداد كبيرة من الحمير والخيول، التي تمثل وسيلة النقل الأساسية لسكان القرى. وتزداد المعاناة في ظل غياب الحلول العاجلة واستمرار الأزمة المناخية والبيئية في المنطقة.

16 قرية تعاني العطش والتنقل شبه مستحيل بعد نفوق الدواب

بحسب إفادات السكان المحليين لموقع “دارفور24″، يضطر الأهالي في بلدة “قلقي” والقرى المجاورة إلى قطع أكثر من عشر ساعات يوميًا سيرًا على الأقدام للبحث عن مصادر المياه، في وقت تعاني فيه أكثر من 16 قرية من أزمة عطش خانقة. وأوضح المواطن أنور محمد عبد الله أن نفوق الحيوانات المستخدمة في النقل زاد من تعقيد الوضع، ما يجعل مهمة الحصول على المياه أكثر صعوبة.

الوباء المجهول يعمّق محنة القرى العطشى

من جهتها، أكدت المواطنة سمية يعقوب من قرية “حلة عبد الله” أن القرى شهدت خلال الفترة الأخيرة تفشي وباء غامض أدى إلى نفوق الحمير والخيول بشكل واسع، مما ضاعف من معاناة الأهالي في التنقل وجلب المياه من المناطق البعيدة. ووجهت نداءً عاجلًا للمنظمات الإنسانية لتقديم تدخل فوري وإنقاذ السكان من كارثة إنسانية وشيكة.

أسباب جغرافية تعرقل الوصول للمياه الجوفية

أوضح عبد الشافع عبد الله آدم، مدير مشروع المياه بشمال دارفور، أن أسباب الأزمة تعود إلى الطبيعة الجيولوجية القاسية للمنطقة التي تقع ضمن نطاق الصخور الأساسية، حيث يصعب حفر الآبار أو استخراج المياه، خاصة خلال فصل الصيف مع ارتفاع درجات الحرارة وزيادة الكثافة السكانية.

مشاريع مستقبلية واعدة لكنها بعيدة المنال حاليًا

وأشار عبد الشافع إلى أن بعض المناطق الجنوبية المتاخمة لحوض ساق النعام قد تشهد تحسنًا في توافر المياه مستقبلاً مع تنفيذ مشاريع شبكات المياه الريفية. لكن المناطق الصخرية الوسطى ستظل معتمدة على المضخات اليدوية والحفائر، مما يفاقم من شدة الأزمة خاصة في مواسم الجفاف.

الحرب توقف أعمال الصيانة وتعطل جهود الإنقاذ

وكشف مدير المياه أن الحرب التي اندلعت مؤخرًا عطلت مشاريع صيانة المضخات وتأهيل الحفائر والسدود التي كانت مقررة لمواجهة أزمة الصيف، ما أدى إلى تفاقم الوضع الإنساني وترك آلاف الأسر في مواجهة خطر العطش.

دعوات لإنقاذ عاجل ووقف الكارثة البيئية

وجّه السكان والسلطات المحلية نداءً مفتوحًا للمنظمات الإنسانية والجهات الحكومية للتدخل العاجل من أجل توفير المياه، صيانة البنية التحتية المائية، واحتواء الوباء المجهول الذي أدى إلى نفوق الثروة الحيوانية، ما جعل سكان القرى يعيشون تحت تهديد مستمر بالموت عطشًا.

سودافاكس




مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.