توتر جديد في الفشقة: ميليشيات إثيوبية تستولي على أراضٍ سودانية بدعم حكومي

سودافاكس – تشهد الحدود الشرقية للسودان تصعيدًا خطيرًا مع توغل ميليشيات إثيوبية مسلحة في عمق منطقة الفشقة بولاية القضارف، وسط اتهامات مباشرة للجيش الإثيوبي بدعم هذه العمليات، في ظل غياب أمني ملحوظ من الجانب السوداني.

وأوضح مبارك النور، نائب رئيس تنسيقية شرق السودان، في تصريحات صحفية، أن هذه الميليشيات المدعومة من حكومة أديس أبابا قامت مؤخرًا بعمليات نهب للمواشي وترويع للمزارعين السودانيين، قبل أن تبدأ في تنظيف الأراضي الزراعية وزراعتها لصالحها، ما يحرم السودانيين من الاستفادة من أراضيهم الخصبة التي تعرف محليًا باسم “أرض زي الكيبتة”.

أزمة زراعية متفاقمة في ظل غياب الحلول الحكومية

وأشار النور إلى أن موسم الخريف الزراعي مهدد بالخطر، حيث يعاني المزارعون السودانيون من صعوبات كبيرة في الوصول إلى أراضيهم بسبب التوغلات الإثيوبية من جهة، وتوقف عمل المعابر النهرية مثل “البانطون” من جهة أخرى، مما أجبرهم على استخدام قوارب صغيرة (اللنش) لعبور الأنهار، رغم خطورتها وتكلفتها العالية.

دعوات لإجراءات عاجلة لحماية الأمن القومي السوداني

وطالب النور الحكومة الانتقالية وأجهزتها السيادية والعسكرية بالتحرك العاجل لاستعادة السيطرة على الفشقة وتأمين المزارعين، محذرًا من أن الوضع لم يعد مجرد توغل موسمي، بل احتلال منظم يهدد الأمن القومي والغذائي للبلاد.

كما دعا إلى تطوير البنية التحتية في المنطقة عبر إنشاء جسور دائمة على نهري عطبرة والستيت، وتشييد قرى نموذجية على طول الشريط الحدودي البالغ 265 كيلومترًا داخل ولاية القضارف، لمواجهة القرى الإثيوبية التي أُقيمت بالفعل داخل الأراضي السودانية.

الوضع الأمني السوداني يفتح شهية التوغل الإثيوبي

يأتي هذا التصعيد في ظل انشغال الجيش السوداني بالحرب الداخلية ضد قوات الدعم السريع، ما أتاح للميليشيات الإثيوبية فرصة سانحة لتعزيز سيطرتها على مساحات جديدة من الفشقة.

الفشقة.. ثروة زراعية تحت التهديد

تُعد منطقة الفشقة واحدة من أغنى المناطق الزراعية في السودان، إذ تبلغ مساحتها نحو مليوني فدان تنتج محاصيل إستراتيجية كـ الذرة، السمسم، الفول السوداني، وعباد الشمس. ومع غياب الردع الفعّال، تبقى هذه الأراضي في مهب الأطماع الإثيوبية المتجددة، رغم استعادة الجيش السوداني نحو 90% منها في معارك سابقة.

سودافاكس




مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.