شهادات مروعة من داخل سجون مليشيا الدعم السريع

سودافاكس – كشفت مصادر محلية موثوقة في مدينة مليط، شمال الفاشر بولاية شمال دارفور، عن ارتكاب قوات الدعم السريع انتهاكات جسيمة بحق المدنيين، شملت حملات اعتقال جماعية واحتجازهم في ظروف قاسية، بتهم تتعلق بالتخابر والتعاون مع الجيش السوداني والقوة المشتركة المتحالفة معه.
حملة اعتقالات ممنهجة منذ مطلع 2025
وأكد أحمد إسماعيل، أحد نشطاء لجان المقاومة في مليط، أن قوات الدعم السريع شرعت منذ بداية العام الجاري في تنفيذ حملة اعتقالات واسعة استهدفت سكاناً محليين ومسافرين مرّوا عبر المدينة في طريقهم إلى مناطق أخرى بدارفور. وأوضح أن الاعتقالات شملت أشخاصاً تم القبض عليهم داخل مراكز الإنترنت التي تديرها القوات، وآخرين أثناء عبورهم إلى منطقتي الدبة والمثلث الحدودي.
وأشار إلى أن المعتقلين يُحتجزون حالياً في أماكن مختلفة، بينها مركز يتبع لجهاز الأمن والمخابرات العامة، بالإضافة إلى السجن الرئيسي وقسم الشرطة جنوب المدينة.
أوضاع إنسانية متدهورة داخل مراكز الاحتجاز
وصف إسماعيل ظروف الاحتجاز بأنها مأساوية، إذ يفتقر المعتقلون إلى الغذاء والدواء ومياه الشرب النظيفة، مشيراً إلى معاناة عدد من المعتقلين بالاسم، من بينهم محمد آدم المعروف بـ”طولك”، ومحمد أحمد مختار، الذين يعيشون في أوضاع إنسانية متدهورة داخل الزنازين.
نقل المعتقلين إلى نيالا ومحاكمات بتهم “التخابر”
وأفادت مصادر أخرى بأن الدعم السريع قام بنقل عدد من المعتقلين إلى مدينة نيالا بولاية جنوب دارفور، حيث خضعوا لمحاكمات سريعة أمام المستشار القانوني بتهم التخابر مع الجيش السوداني. ومن بين المعتقلين البارزين العمدة محيي الدين أحمد حسين، الذي أُلقي القبض عليه بعد خطاب دعا فيه إلى تحسين الخدمات الأساسية داخل مركز إيواء النازحين في مليط.
مدينة مليط تحت قبضة الدعم السريع منذ أبريل 2024
وتخضع مليط لسيطرة الدعم السريع منذ أبريل 2024، عقب معارك عنيفة مع القوة المشتركة التابعة للحركات المسلحة، والتي انسحبت لاحقاً من المدينة. ومنذ ذلك الحين، تتزايد شكاوى السكان من التضييق الأمني والاعتقالات التعسفية وانتهاك الحريات العامة.
مناشدات حقوقية وتحذيرات من تدهور الأوضاع الإنسانية
في ظل استمرار حملات الاعتقال، تتصاعد المخاوف الحقوقية بشأن مصير المعتقلين الذين لم توجه إليهم تهم رسمية أو يُعرضوا على القضاء، وسط غياب أي رقابة قانونية على مراكز الاحتجاز. وتحذر منظمات حقوقية من استخدام الاعتقال وسيلة للترهيب السياسي في مناطق النزاع بين الدعم السريع والجيش السوداني والقوى المناهضة لهما.
سودافاكس



