لقاء بين إعلامي مصري و زعيم المعارضة الإسرائيلية في قناة إماراتية يثير جدلا كبيرا

سودافاكس – أثار لقاء تلفزيوني جمع الإعلامي المصري عماد الدين أديب وزعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد على قناة “سكاي نيوز عربية” الإماراتية، عاصفة من الجدل والغضب في مصر وإسرائيل، لكن لأسباب مختلفة بين البلدين.

غضب مصري بسبب “ترويج الرواية الإسرائيلية”

في مصر، جاءت الانتقادات حادة، لا سيما من الأوساط الإعلامية والحقوقية التي اعتبرت الحوار مساحة أحادية الجانب لعرض الرواية الإسرائيلية، دون إفساح المجال لوجهة النظر الفلسطينية أو العربية. وانتقد الصحفي أيمن الصياد اللقاء واصفاً إياه بـ”مساحة إعلانية مجانية”، بينما اعتبر الصحفي محمد بصل أن الهدف منه هو دفع العرب لتحمل أعباء إسرائيل في المنطقة.

النقابة العامة للصحفيين في مصر أكدت أن عماد الدين أديب لا يتمتع بعضوية النقابة منذ عام 2020، عقب شطبه بسبب خلافات مهنية. وأوضح النقيب خالد البلشي أن النقابة كانت ستتخذ إجراءات تأديبية بحقه لو كان لا يزال عضواً، مذكراً بقرار الجمعية العمومية للنقابة الرافض لأي شكل من أشكال التطبيع الإعلامي أو المهني مع إسرائيل.

موقف مصري رسمي من طرح الوصاية على غزة

من أبرز النقاط المثيرة للجدل خلال الحوار كان طرح لابيد مجدداً لفكرة فرض وصاية مصرية على قطاع غزة مقابل تقديم حوافز مالية وإسقاط ديون القاهرة، وهي رؤية رفضتها مصر رسمياً في أكثر من مناسبة، معتبرة أنها تمس بالسيادة الفلسطينية.

انتقادات إسرائيلية: دعوة لابيد إلى الإمارات تغضب نتنياهو

الغضب لم يقتصر على مصر، بل امتد إلى الأوساط السياسية في إسرائيل، حيث عبّرت دوائر قريبة من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو عن انزعاجها من دعوة الإمارات للابيد ولقائه مسؤولين إماراتيين بارزين مثل الشيخ محمد بن زايد وعبدالله بن زايد، في وقت لم يتلق فيه نتنياهو دعوة مماثلة منذ توقيع اتفاقيات إبراهيم عام 2020. ووصفت مصادر مقربة من نتنياهو الخطوة بأنها “تدخل غير مقبول في السياسة الداخلية الإسرائيلية”.

رسائل لابيد إلى العالم العربي

أراد لابيد من اللقاء إيصال رسالة إلى الجمهور العربي مفادها أن إسرائيل تحارب حركة حماس، وليس سكان غزة، مدعياً أن الحرب يمكن أن تنتهي خلال 24 ساعة إذا تخلت حماس عن سلاحها.

جدل متكرر حول التطبيع في مصر

لم تكن هذه المرة الأولى التي يثير فيها عماد الدين أديب الجدل حول قضايا التطبيع. فقد تعرض لانتقادات مماثلة العام الماضي بعد زيارته لتل أبيب وإجراء لقاء مع السفير الإسرائيلي السابق إيتمار رابينوفيتش، كما شهدت مصر في السنوات الأخيرة عدة حالات مشابهة، من بينها أزمة صور الفنان محمد رمضان مع شخصيات إسرائيلية في دبي عام 2020.

السلام البارد مستمر بين مصر وإسرائيل

رغم توقيع اتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل عام 1979، إلا أن حالة من “السلام البارد” لا تزال تسود العلاقة بين البلدين، حيث ترفض النقابات المهنية والمجتمع المدني المصري أي شكل من أشكال التطبيع، مقتصرة العلاقات على الجوانب الرسمية والدبلوماسية والأمنية فقط.

سودافاكس




مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.