سودافاكس – نفت الحكومة الإثيوبية، اليوم الخميس، صحة التقارير المتداولة بشأن تحريك قوات عسكرية إلى الحدود مع السودان، تحديداً في منطقة الفشقة المتنازع عليها. وأكدت أديس أبابا التزامها بسياسة حسن الجوار وعدم التصعيد في العلاقات مع الخرطوم.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإثيوبية، نبيات جيتاتشو، خلال مؤتمر صحفي، إن “الجيش الإثيوبي لا يقوم بأي أنشطة عسكرية في منطقة الفشقة”، مشددًا على أن بلاده حريصة على تعزيز علاقاتها مع دول الجوار وفقاً لمبادئ الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة.
تقارير عن توغل ميليشيات إثيوبية في الأراضي السودانية
رغم النفي الرسمي، كشفت مصادر ميدانية عن تصاعد التوترات في منطقة الفشقة. وقال مبارك النور، نائب رئيس تنسيقية شرق السودان وعضو البرلمان السابق عن المنطقة، إن ميليشيات إثيوبية مدعومة من الجيش الإثيوبي توغلت مجددًا في الأراضي الزراعية داخل ولاية القضارف، وأجبرت المزارعين السودانيين على مغادرة أراضيهم.
وأوضح النور في تصريحات لـ”سودان تربيون”، أن هذه المليشيات تقوم بتهيئة الأراضي للزراعة تحت حماية مباشرة من القوات الإثيوبية، وهو ما وصفه بتصعيد خطير يعيد التوتر إلى المنطقة بعد فترة من الهدوء النسبي.
الخلفية: السودان استعاد 90% من الفشقة في 2020
يأتي هذا التطور في سياق نزاع حدودي طويل الأمد، حيث تمكن الجيش السوداني في عام 2020 من استعادة نحو 90% من أراضي الفشقة التي كانت تسيطر عليها مجموعات من المزارعين الإثيوبيين بدعم من ميليشيات مسلحة طيلة 26 عامًا.
إثيوبيا تؤكد سلمية سد النهضة
وفي سياق آخر، أكد المتحدث الإثيوبي أن بلاده ملتزمة بالحلول السلمية بشأن أزمة سد النهضة، مشيرًا إلى أن أديس أبابا استطاعت تحييد الملف عن مجلس الأمن الدولي رغم الضغوط المصرية. وأعلن أن افتتاح السد سيتم في سبتمبر المقبل، معتبراً أن المشروع يمثل فرصة للتكامل الإقليمي وليس سبباً للصراع بين إثيوبيا والسودان ومصر.
دعوة للحوار الإقليمي
جددت إثيوبيا تمسكها بالحوار الثلاثي مع مصر والسودان بشأن السد، مؤكدة أن التنمية الإقليمية المشتركة هي هدفها الأساسي، وليس إلحاق الضرر بأي طرف من الأطراف.
استمرار القلق الإقليمي
تأتي هذه التصريحات في وقت يتزايد فيه القلق الإقليمي من تطورات ملف سد النهضة والتوترات المتكررة في منطقة الفشقة، في ظل غياب اتفاق نهائي لترسيم الحدود أو تسوية النزاعات الحدودية الممتدة منذ عقود.
سودافاكس
