ولاية الخرطوم بين أطلال الحرب وآمال الإعمار.. متى تنبض بالحياة؟

سودافاكس – رغم استعادة القوات المسلحة السيطرة على الخرطوم في 20 مايو 2025، لا تزال العاصمة السودانية شبه خالية من سكانها، فيما يعيش ملايين النازحين حلمًا مؤجلًا بالعودة، بين تساؤلات لا تنقطع على منصات التواصل: هل حان وقت الرجوع؟ أم أن الأمن والخدمات لا تزالان عائقًا أمام ساعة العودة الكبرى؟
الحكومة تدعو.. ولكن!
أطلق والي الخرطوم، أحمد عثمان، دعوة مفتوحة هذا الأسبوع لسكان العاصمة للعودة والمشاركة في إعادة إعمارها، ضمن حملة حكومية تهدف إلى استقطاب اللاجئين والنازحين المنتشرين داخل السودان وخارجه، في ظل وعود بإعادة الحياة تدريجيًا رغم تحديات الواقع الأمني والخدمي.
6 ملايين نازح.. وملايين العيون على الخرطوم
تشير إحصاءات الأمم المتحدة إلى أن نحو 6 ملايين شخص نزحوا من الخرطوم منذ اندلاع الحرب في أبريل 2023، أي ما يعادل 69% من مجموع النازحين السودانيين. توزع هؤلاء بين ولايات البلاد ودول الجوار مثل مصر، إثيوبيا، تشاد، وجنوب السودان، إضافة إلى دول الخليج، أبرزها السعودية والإمارات.
تفاوت التأثر بين محليات العاصمة
ورغم أن الخرطوم بكاملها عاشت أجواء الحرب، فإن بعض محلياتها كانت أقل تضررًا. فقد ظلت أم درمان وكرري وأمبدة الأقل تأثرًا، نتيجة قربها من مواقع الجيش، بينما شهدت محليات الخرطوم المركزية وبحري أكبر موجات النزوح.
الخدمات والأمن.. مفتاح العودة
تؤكد الناشطة الإنسانية إسراء حماد أن العودة لا تتعلق بالسيطرة العسكرية فقط، بل تعتمد على توفر الكهرباء والمياه، وعودة المدارس والمستشفيات، واستقرار الوضع الأمني. وهو ما يتفق عليه كثير من المواطنين، الذين يرون في انعدام الأمن وانتشار مظاهر النهب الليلي والظلام أبرز المعوقات.
عودة محدودة.. وخطط غائبة
رغم عودة محدودة من بعض الولايات ودول الجوار خلال الشهرين الماضيين، إلا أنها لم ترقَ لمستوى “العودة الجماعية”، وسط غياب واضح لخطة حكومية شاملة لإعادة الإعمار والخدمات.
المحلل الاقتصادي محمد إبراهيم يشير إلى أن بقاء الحكومة التنفيذية في بورتسودان يُضعف الثقة بجدية العودة، مطالبًا بانتقالها الفوري إلى الخرطوم لإرسال رسالة طمأنة قوية، تتبعها خطة عمل واضحة تشمل الكهرباء، المياه، الصحة، والتعليم.
بين الحلم والواقع.. هل تعود الخرطوم؟
يرى خبراء أن إعادة مليوني مواطن خلال العام الجاري ممكنة، إذا تم توفير الأمن والخدمات الأساسية، مؤكدين أن البنية التحتية هي مفتاح العودة الحقيقي، وليس مجرد الشعارات.
في المقابل، يحذّر آخرون من العودة إلى ذات السياسات السابقة، التي ركزت على الجباية دون توفير أساسيات الحياة، مطالبين برؤية جديدة قائمة على توفير الحد الأدنى من العيش الكريم.
المشهد اليوم.. الخرطوم تصارع الفراغ
في ظل غياب خطة زمنية واضحة، تبقى الخرطوم مدينة تنتظر أهلها. طرقاتها خالية، مؤسساتها مشلولة، وأسواقها مغلقة، بينما يواصل ملايين السودانيين مراقبة العاصمة عن بعد، بعيون تترقب عودة الأمل إلى الشوارع.
سودافاكس



