مصر تتمسك بتمثيل الجيش السوداني وواشنطن ترفض.. أزمة داخل الرباعية تؤجل محادثات السودان

سودافاكس – كشف مصدر دبلوماسي غربي عن خلافات حادة داخل اللجنة الرباعية المعنية بالسودان، ما أدى إلى تأجيل اجتماع كان مقررًا عقده في العاصمة الأمريكية واشنطن، بسبب تباين وجهات النظر بشأن مشاركة الأطراف السودانية في العملية السياسية.

وبحسب ما أوردته صحيفة “سودان تربيون”، فإن وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو كان يعتزم عقد اجتماع مع نظرائه من السعودية، والإمارات، ومصر، لمناقشة تطورات الأزمة السودانية المتفاقمة، بمشاركة المستشار الرئاسي الأمريكي للشؤون الإفريقية، مسعد بولس.

القاهرة تتمسك بتمثيل الجيش.. وواشنطن ترفض مشاركة العسكريين

وأشار الدبلوماسي، الذي فضّل عدم الكشف عن هويته، إلى أن مصر أصرت على إشراك ممثلين عن الجيش السوداني في الاجتماعات، وهو ما قوبل برفض قاطع من واشنطن، خاصة في ضوء العقوبات التي فرضتها وزارة الخزانة الأمريكية على عدد من قيادات الجيش، وعلى رأسهم الفريق أول عبد الفتاح البرهان، والتي شملت تجميد أصول وحظر التعاملات المالية داخل الولايات المتحدة.

وفي مقابل ذلك، اقترحت الإدارة الأمريكية إشراك قيادات من الحكومة المدنية السابقة، التي أطاح بها الجيش في أكتوبر 2021، غير أن مصر رفضت ذلك الطرح، ما عمّق الانقسام داخل اللجنة الرباعية.

حراك مدني في أديس أبابا وتحرّك إفريقي لاحتواء الأزمة

بالتوازي مع التعثر في المحادثات الرباعية، تُجري قيادات مدنية سودانية اجتماعات مكثفة في مقر الاتحاد الإفريقي في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، حيث عرض وفد مدني رؤية شاملة لإنهاء الحرب، تضمنت جوانب سياسية وحقوقية وإنسانية.

واتهم الوفد المدني قوات الدعم السريع بارتكاب جرائم حرب وانتهاكات ضد المدنيين، شملت القتل الجماعي، الاستعباد الجنسي، والاغتصاب الجماعي، إضافة إلى تدمير المرافق الحيوية.

كما شدّد الوفد على رفض أي تسوية تبقي على الأمر الواقع، داعيًا إلى تحقيق العدالة الانتقالية وإنهاء الحرب دون منح شرعية للميليشيات المسلحة.

الاتحاد الإفريقي يخطط لجولة جديدة من المحادثات

وفي هذا السياق، كشفت تقارير عن تحركات يقودها رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي محمود علي يوسف لتنظيم جولة رابعة من المحادثات السودانية في أواخر يوليو أو مطلع أغسطس، بمشاركة جميع الأطراف المؤثرة في النزاع.

وفي خطوة استباقية، أرسلت الحكومة السودانية وفدًا دبلوماسيًا إلى الاتحاد الإفريقي لبحث مسألة تعليق عضوية السودان، ومحاولة استمالة الدعم قبل اجتماع مجلس السلم والأمن الإفريقي.

يُشار إلى أن عضوية السودان كانت قد جُمدت في الاتحاد عقب انقلاب 25 أكتوبر 2021 الذي أطاح بالحكومة المدنية برئاسة عبد الله حمدوك.

سودافاكس