هل ما زالت الكوليرا تهدد الخرطوم رغم تراجع الإصابات؟

سودافاكس – سجلت ولاية الخرطوم، اليوم الإثنين 14 يوليو 2025، تراجعًا ملحوظًا في عدد الإصابات المؤكدة بوباء الكوليرا، حيث أبلغت وزارة الصحة عن 6 حالات جديدة فقط، دون تسجيل أي وفيات، ما يُعد مؤشرًا إيجابيًا على تحسن الأوضاع الصحية بعد موجة تفشٍ عنيفة خلال الأسابيع الماضية.

جهود وزارة الصحة تؤتي ثمارها

وأوضح د. محمد التجاني، مدير الطوارئ الصحية بوزارة الصحة في ولاية الخرطوم، أن الانخفاض الحاد في عدد الإصابات يُعزى إلى حملات التطعيم المكثفة ضد الكوليرا، إضافة إلى التطبيق الصارم لبروتوكولات الوقاية الصحية، مبينًا أن هذه الجهود ساهمت بفاعلية في احتواء الوباء وتقليص انتشاره.

مرحلة تعافٍ جزئي بعد أزمة حادة

كانت العاصمة السودانية قد شهدت خلال مايو ويونيو الماضيين موجة حادة من انتشار الكوليرا، تزامنًا مع تدهور خدمات المياه نتيجة الانقطاعات المتكررة للتيار الكهربائي، الأمر الذي تسبب في نقص حاد في مياه الشرب النظيفة وزيادة معدلات الإصابة، حيث تجاوزت الإصابات حينها 16 ألف حالة في غضون أسابيع، مع تسجيل أكثر من ألف إصابة يوميًا في بعض الفترات.

استعدادات مكثفة لموسم الخريف

وبحسب د. التجاني، وجه وزير الصحة بالولاية بتعزيز التدابير الوقائية تحسبًا لموسم الخريف، الذي يُعد بيئة خصبة لتفشي الأمراض الوبائية. وأكد على ضرورة تكثيف حملات الإصحاح البيئي ومكافحة نواقل الأمراض، بالتعاون مع المبادرات المجتمعية، مشددًا على أن “الوقاية المجتمعية هي خط الدفاع الأول في مواجهة الأزمات الصحية”.

نظام صحي هش وأعباء متزايدة

تزامن تفشي الكوليرا مع أوضاع إنسانية وصحية معقدة، إذ أشارت وزارة الصحة إلى أن الحرب المستمرة تسببت في تدمير أكثر من 80% من البنية التحتية للمرافق الصحية، ما أعاق الاستجابة السريعة لتفشي الأمراض، لاسيما مع بدء عودة آلاف المواطنين إلى منازلهم في إطار برامج العودة الطوعية، ما شكل تحديات إضافية على المستوى البيئي والصحي.

تمويل ضعيف واستجابة محدودة

في السياق ذاته، حذرت الأمم المتحدة من أن برامج مكافحة الكوليرا لم تتلق سوى 16% من إجمالي التمويل المطلوب البالغ 50 مليون دولار، مما يهدد بعرقلة جهود السيطرة على الوباء في السودان، الذي سجل منذ مطلع عام 2025 أكثر من 32 ألف إصابة مؤكدة، وفقًا لبيانات مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا).

سودافاكس




مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.