من داخل الخرطوم تقرير أمريكي يكشف انتهاكات الدعم السريع قبل تحرير الصالحة

سودافاكس – كشفت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية في تقرير موسع، تفاصيل مثيرة للقلق حول فترة سيطرة قوات الدعم السريع على حي الصالحة جنوب الخرطوم، والتي انتهت منذ شهور بعد استعادة الجيش السوداني للمنطقة. وأوضح التقرير كيف ساهم تعاطي المخدرات بين عناصر الدعم السريع في زيادة الفوضى والانتهاكات قبل انسحابهم.

تعاطي المخدرات… عامل جديد في ساحة حرب بلا قانون

بحسب شهادات من سكان الصالحة، أدى وصول مقاتلين جدد من الدعم السريع، تم طردهم من مناطق أخرى في العاصمة، إلى تدهور الوضع الأمني. وأفاد جمعة محمد إسماعيل، وهو محامٍ من أبناء الحي، أن هؤلاء العناصر “تعاطوا الكثير من الأدوية”، في إشارة إلى الحبوب والمخدرات التي انتشرت بينهم بشكل مقلق.

انتشار علني للمخدرات وتهديد مباشر للسكان

ذكرت رحاب إسماعيل، شقيقة جمعة، أن أفراد الدعم السريع كانوا يبيعون المخدرات علنًا في المتاجر والأسواق، حتى وصل الأمر إلى تعاطي أطفال لم تتجاوز أعمارهم 13 عامًا. وأوضحت أن المقاتلين “كانوا يشتمون البارود ويتحرشون بالنساء”، مما جعل الحياة في الحي لا تُطاق.

إطلاق نار عشوائي وقتل مدنيين

روت رقية خريف، وهي أم لأربعة أطفال، أن أحد الجنود أطلق النار على صبي يقف أمام منزله “دون سبب”، وهو ما يعكس الحالة المتدهورة التي كانت عليها قوات الدعم السريع آنذاك، وسط شكوك قوية بتأثير المخدرات على سلوكهم.

ضبط كميات من الكبتاجون قادمة من سوريا

في مايو الماضي، وبعد تراجع الدعم السريع من مناطق عدة، رافقت الشرطة مراسلي الصحيفة إلى مبنى مهجور في حي بحري، حيث عُثر على عبوات كتب عليها “مكمل غذائي للحيوانات – مُصنع في سوريا”، في إشارة واضحة إلى الكبتاجون، المخدر المرتبط بميليشيات وجماعات مسلحة في المنطقة.

الجيش يستعيد السيطرة على الصالحة

تشير المعطيات إلى أن الصالحة أصبحت الآن تحت سيطرة القوات المسلحة السودانية، بعد طرد الدعم السريع منها، إلا أن آثار المرحلة السابقة لا تزال عالقة في أذهان السكان، لا سيما الذكريات المرتبطة بالابتزاز والعنف والانفلات الأمني.

1200 دولار ثمن المغادرة.. و”شاحنات ماشية” للنجاة

خلال فترة الحصار التي عاشها سكان الحي قبل تحريره، اضطر بعض الأهالي إلى دفع مبالغ ضخمة لعناصر الدعم السريع للسماح لهم بالمغادرة. وأفاد سراج علي أن عمه تفاوض مع أحد القادة، ودُفع مبلغ 1200 دولار للعائلة مقابل إذن العبور. وقد تم تهريب النساء والأطفال في شاحنات تُستخدم عادة لنقل الماشية، في مشهد إنساني مأساوي.

نقطة تفتيش مشبوهة تحت تأثير المخدرات

في طريق الخروج، توقفت القافلة عند نقطة تفتيش تابعة للدعم السريع، حيث تصرّف الجنود بطريقة غريبة. تقول شقيقتا إسماعيل إنهم كانوا تحت تأثير واضح للمخدرات، مما زاد من توتر الرحلة وخطورتها.

سودافاكس




مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.