مأساة إنسانية في صحراء السودان: وفاة نازحين بسبب العطش خلال فرارهم من الحرب

سودافاكس – في مشهد إنساني مأساوي، كشفت مفوضية العون الإنساني في السودان عن وفاة 17 نازحًا، بينهم أطفال، بعد أن ضلّوا طريقهم وسط صحراء قاحلة أثناء محاولتهم الهروب من النزاع في ولاية شمال دارفور إلى مدينة الدبة شمال البلاد.
وبحسب المفوضية، فإن المجموعة المكونة من 41 شخصًا، بينهم 13 طفلًا، غادرت مدينة الطينة سيرًا على الأقدام بحثًا عن ملاذ آمن، إلا أن الرحلة تحولت إلى كارثة نتيجة للظروف القاسية التي واجهتهم، من درجات حرارة مرتفعة، وانعدام المياه والطعام، فضلًا عن غياب أي وسائل للتوجيه أو الإمداد.
رحلة يأس تحولت إلى فاجعة
ذكرت فرق الرصد الميداني أن هؤلاء النازحين لم يكونوا مجهزين لعبور الصحراء، وأن وعورة الطريق والتضاريس الصحراوية حالت دون وصولهم إلى وجهتهم، مما أدى إلى وفاة 17 شخصًا بسبب الإعياء والجوع والعطش، في واحدة من أبشع الكوارث الإنسانية التي شهدتها البلاد مؤخرًا.
الأطفال في قلب الكارثة
كان من بين الضحايا عدد من الأطفال، الذين لم يتمكنوا من الصمود أمام قسوة الظروف المناخية والصحية خلال الرحلة. ووصفت المفوضية هذه الحادثة بأنها من أسوأ حالات النزوح الداخلي المسجلة في السودان خلال الأشهر الماضية.
نداءات إنقاذ عاجلة
وجهت مفوضية العون الإنساني نداءً عاجلًا إلى المنظمات الدولية وهيئات الإغاثة، وعلى رأسها الهلال الأحمر السوداني، بضرورة التدخل السريع لتقديم المساعدات وإنقاذ من تبقى من النازحين، مشيرة إلى أن هناك مخاوف من وجود مفقودين آخرين لا تزال فرق الإنقاذ عاجزة عن الوصول إليهم.
كما دعت المفوضية إلى ضرورة إنشاء ممرات آمنة وتوفير وسائل نقل للنازحين لتجنب تكرار مثل هذه الكوارث الإنسانية.
أزمة متفاقمة في ظل الحرب
تأتي هذه الكارثة ضمن سياق أزمة إنسانية متصاعدة تشهدها البلاد منذ اندلاع النزاع الداخلي في منتصف عام 2023، ما أدى إلى نزوح ملايين المدنيين داخل وخارج السودان في ظروف بالغة القسوة، وسط انهيار شبه تام للخدمات وغياب للدعم الدولي الكافي.
مطالب بالتحقيق والمساءلة
طالبت منظمات حقوقية بإجراء تحقيق عاجل في الحادثة، لتحديد أوجه التقصير والمحاسبة، مؤكدة أن ما حدث يمثل جريمة إهمال جسيم بحق النازحين، ويجب ألا يمر دون مساءلة.
سودافاكس



