“بحثًا عن الأمان”.. اللاجئون السودانيون في أوغندا يواجهون الموت

سودافاكس – في حادثة مروعة تسلط الضوء على هشاشة الوضع الأمني في مخيمات اللاجئون السودانيون، لقي اللاجئ كباشي إدريس كافي مصرعه في مخيم كرياندنقو شمال أوغندا، إثر هجوم دموي نفذه لاجئون من جنوب السودان. الحادثة أثارت موجة من الغضب والقلق داخل أوساط اللاجئين السودانيين، الذين فروا من الحرب في السودان بحثًا عن ملاذ آمن، ليجدوا أنفسهم ضحايا للعنف مرة أخرى.
تفاصيل الهجوم على مخيم كرياندنقو: مقتل لاجئ سوداني وإصابة العشرات
في ليلة 10 يوليو، هاجم نحو 35 لاجئًا من جنوب السودان منازل السودانيين داخل المخيم مستخدمين العصي، السكاكين، والزجاج المكسور. وبعد يومين، تصاعدت الهجمات وسقط القتيل كباشي إدريس، بعد تعرضه لضربة قاتلة بأداة حادة تزن نحو 20 كجم، هشّمت جمجمته وأردته قتيلاً على الفور.
تحذيرات لم تُسمع.. كباشي رفض مغادرة منزله قبل الهجوم
قال الجيران إنهم حذروا كباشي من البقاء بمفرده في منزله المحاط بمزارع الذرة، ودعوه للانضمام إليهم في مكان أكثر أمانًا، لكنه أصر على البقاء، ظنًا منه أن الخطر بعيد عنه. ولسوء الحظ، أصبح منزله الهدف الأول للهجوم.
صراع داخلي في المخيم: هل الدافع اقتصادي أم عرقي؟
اللاجئون السودانيون أعربوا عن حيرتهم تجاه دوافع الهجوم. تشير بعض الروايات إلى صراعات على الأراضي الزراعية الممنوحة للسودانيين، والتي كانت تستخدم من قبل لاجئين جنوبيين، بينما يرى آخرون أن توقف المساعدات الإنسانية ساهم في تأجيج الغضب.
غياب العدالة وتجاهل رسمي لجثة القتيل
أكد عمار عبد الله، أحد أفراد أسرة القتيل، أن الأسرة متمسكة بملاحقة الجناة قضائيًا، رغم الصعوبات. وأشار إلى إهمال السلطات الأوغندية، حيث تُركت الجثة في معمل طبي دون رعاية، حتى تدخل أطباء سودانيون لتنظيفها.
أكثر من 24 مصابًا.. ومرتكبو الهجوم ما زالوا طلقاء
أُصيب أكثر من 24 لاجئًا سودانيًا، منهم حمد محمد أحمد ويحيى أحمد أبكر يوسف، اللذان أكدا تعرضهم لضرب مبرّح وسط غياب الرعاية الطبية، وتجاهل السلطات الأوغندية لحالتهم.
أمن هش وتدابير غير كافية رغم حظر التجوال
رغم إعلان السلطات عن حظر التجوال واعتقال بعض الجناة، إلا أن معظم اللاجئين السودانيين لا يشعرون بالأمان، وسط توقعات باندلاع موجات عنف جديدة في المخيم.
دور محدود للسفارة السودانية ورفض إصدار تقارير طبية
أوفدت السفارة السودانية في كمبالا مندوبين لتقديم أدوية ومساعدات طبية، لكن السلطات الأوغندية رفضت إصدار تقارير طبية رسمية للضحايا، مما يعقّد مسار العدالة.
اللاجئون السودانيون من الحرب إلى العنف الداخلي
اللاجئون الذين فروا من الحرب في السودان يعيشون الآن مأساة جديدة داخل أوغندا، تتجلى في العنف الداخلي والتجاهل الرسمي، في وقت يُفترض أن يكون المخيم ملاذًا آمنًا لهم.
مطالبات بحماية دولية عاجلة ووقف العنف
لا تزال الأصوات ترتفع من داخل المخيم ومن منظمات حقوقية تطالب بـتوفير حماية حقيقية للاجئين السودانيين، ومحاسبة المعتدين لضمان عدم تكرار المأساة.
كباشي إدريس.. ضحية حلم الأمان الذي انتهى بمأساة
تحول حلم كباشي بالحياة الآمنة إلى كابوس دامٍ، ليُسجل اسمه كواحد من ضحايا اللجوء في مخيمات تفتقر لأبسط مقومات الحماية الإنسانية.
سودافاكس



