كارثة لعشرات السودانيين أثناء محاولتهم الهجرة إلى أوروبا

سودافاكس – في كارثة إنسانية جديدة تسلط الضوء على مخاطر الهجرة غير النظامية عبر البحر المتوسط، لقي عشرات المهاجرين حتفهم غرقًا بعد انقلاب قارب كان يقلهم قرب مدينة طبرق الليبية. القارب كان يحمل مهاجرين من السودان ومصر، ولم ينجُ منه سوى ستة أشخاص فقط، جميعهم مصريون، فيما لا يزال الباقون – وغالبيتهم سودانيون – في عداد المفقودين.
تفاصيل الحادثة: قارب الموت ينطلق من ليبيا ولا يصل
أبحر القارب يوم الأربعاء من إحدى السواحل الليبية وعلى متنه 81 مهاجرًا، قبل أن يواجه صعوبات وسط البحر. ووفقًا للتقارير الأولية، فقد يرجع السبب إلى الحمولة الزائدة أو الظروف الجوية السيئة، ما تسبب في انقلاب القارب في عرض البحر قبالة طبرق.
6 ناجين فقط.. ومصير غامض للعشرات
من بين الركاب، نجا فقط ستة مصريين، بينما لا يزال أكثر من 70 شخصًا مفقودين. وتشير التقارير إلى أن معظم المفقودين من الجنسية السودانية، وهو ما يُنذر بمأساة جماعية جديدة لأبناء السودان الهاربين من ويلات الحرب والأزمات الاقتصادية.
شهادة صادمة من أحد الناجين
روى الناجي “أمير أحمد الصديق”، من محافظة أسيوط المصرية، تفاصيل اللحظات العصيبة التي عاشها بعد انقلاب القارب. قال إنه سبح لساعات حتى وصل إلى الشاطئ، بينما كان يشاهد أصدقاءه يغرقون أمام عينيه دون أن يتمكن من إنقاذهم، وسط غياب لأي مساعدات فورية.
جهود إنقاذ عاجلة واستجابة خجولة
أطلقت منظمة “العابرين” لمساعدة المهاجرين في ليبيا نداء استغاثة للسلطات المحلية والمنظمات الدولية لتكثيف عمليات البحث والإنقاذ. كما بدأت في تقديم دعم طبي ونفسي للناجين، الذين يعانون من صدمات نفسية شديدة وحالة إنهاك بدني حاد.
السودانيون بين جحيم النزوح ومخاطر البحر
تعكس هذه المأساة واقع آلاف الشباب السودانيين الذين يفرون من جحيم الحرب والانهيار الاقتصادي في بلادهم، ويغامرون بحياتهم في رحلات محفوفة بالموت نحو أوروبا. وفي ظل غياب بدائل قانونية وآمنة للهجرة، تصبح مياه المتوسط مسرحًا مستمرًا للكوارث الإنسانية.
صمت رسمي ومطالب بتحرك عاجل
حتى الآن، لم تصدر أي جهة رسمية في السودان أو ليبيا بيانًا يوضح تفاصيل الحادث أو هويات الضحايا، مما أثار غضب الأهالي والمنظمات الحقوقية، التي طالبت بالكشف عن مصير المفقودين وتسهيل نقل الجثامين، بالإضافة إلى تقديم الدعم النفسي والاجتماعي لعائلات الضحايا.
دعوات لمحاسبة شبكات التهريب
تصاعدت المطالب بضرورة ملاحقة ومحاسبة شبكات تهريب البشر التي تستغل المهاجرين وتعرض حياتهم للخطر مقابل المال، مع دعوات لتعزيز التعاون الإقليمي والدولي للحد من هذه الظاهرة المدمرة.
أوروبا.. الحلم القاتل للشباب السوداني
الحادث يعيد طرح تساؤلات كبيرة حول ما إذا كانت أوروبا لا تزال تمثل أملًا حقيقيًا، أم أنها أصبحت بوابة محفوفة بالموت، خصوصًا في ظل السياسات المتشددة التي تحد من استقبال اللاجئين.
خاتمة: متى تنتهي مآسي الهجرة في المتوسط؟
هذه المأساة ليست الأولى، وربما لن تكون الأخيرة، ما لم تُعالج جذور الأزمة: من الفقر والنزاع إلى غياب فرص العمل والأمل في المستقبل. والمطلوب اليوم تحرك دولي وإنساني حقيقي، يحترم كرامة الإنسان ويضمن حقه في الحياة الآمنة.
سودافاكس



