مدينة كادوقلي على حافة المجاعة: حصار وأمراض يهددون حياة الآلاف

سودافاكس – تشهد مدينة كادوقلي بولاية جنوب كردفان أوضاعًا إنسانية بالغة التعقيد، مع تدهور الأوضاع المعيشية والصحية نتيجة استمرار القصف، ونقص الإمدادات الغذائية والدوائية، وسط تحذيرات من كارثة إنسانية إذا لم يتم التدخل العاجل من قبل الحكومة أو المنظمات الدولية.
تصاعد العنف وتوتر أمني متزايد
شهدت كادوقلي خلال أغسطس أحداثًا دامية؛ ففي 15 أغسطس عُثر على جثة شخص قُتل في حي المثلث بينما نجا آخر بإصابات خطيرة. وفي 13 أغسطس، تعرضت المدينة لقصف عنيف من قبل الحركة الشعبية شمال – جناح عبد العزيز الحلو استهدف عدة أحياء، وأسفر عن مقتل جندي وإغلاق الأسواق وتعطيل خدمات الإنترنت التجاري “ستارلنك”.
الوضع الصحي: أمراض وأدوية منعدمة
الوضع الصحي في المدينة يزداد سوءًا، إذ سُجلت إصابات بمرض الكوليرا داخل السجون، مع وفاة أحد النزلاء وظهور أكثر من 13 حالة جديدة. كما تعاني المستشفيات من نقص حاد في الأدوية المنقذة للحياة وأدوية الأمراض المزمنة، إضافة إلى توقف مراكز غسيل الكلى والعمليات الجراحية.
وتواجه النساء تحديات مضاعفة بسبب انعدام الفوط الصحية وأدوية الحمل، ما أدى إلى ارتفاع وفيات الأمهات والأطفال أثناء الولادة، بينما يواجه الأطفال المصابون بسوء التغذية خطرًا متزايدًا.
أزمة معيشية خانقة وارتفاع أسعار قياسي
ارتفعت أسعار المواد الغذائية بصورة غير مسبوقة؛ إذ بلغ سعر ملوة الذرة 50 ألف جنيه رغم ندرتها، فيما قفز سعر ملوة البصل إلى 120 ألف جنيه، والملح إلى 200 ألف جنيه، ورطل الزيت إلى 35 ألف جنيه. واختفت سلع أساسية مثل السكر والأرز والعدس تمامًا من الأسواق.
ومع إغلاق الطرق التجارية وتعطل الإمدادات، لجأ المواطنون إلى المقايضة أو الاعتماد على أوراق الأشجار مثل “الكول” و”اللالوب” لسد رمقهم.
نزوح متزايد وتحذيرات طبية عاجلة
بحسب بيانات المنظمة الدولية للهجرة، نزح أكثر من 3,000 شخص من كادوقلي بين 6 و10 أغسطس نتيجة تدهور الأوضاع. وكانت نقابة أطباء السودان قد دعت منذ أشهر المنظمات الدولية مثل الصليب الأحمر وأطباء بلا حدود للتدخل الفوري وإيجاد مسارات آمنة لإجلاء الجرحى وإيصال الدواء.
حصار طويل ومعاناة مستمرة
أوضح الصحفي فيصل سعد أن معاناة جنوب كردفان مستمرة منذ أكثر من عامين بسبب الحصار، مشيرًا إلى أن الأهالي يعيشون على أوراق الأشجار، بينما تسجل وفيات متكررة بسبب لدغات الثعابين أو حوادث السقوط من الأشجار أثناء جمع الغذاء.
تحذير من كارثة أكبر من الفاشر
حذر ناشطون وصحفيون من أن الوضع في كادوقلي قد يتجاوز مأساة الفاشر، واعتبروا وفاة الطفل خليفة عبد العال عفيف بعد سقوطه من شجرة أثناء جمع أوراقها صورة تختصر حجم المأساة. ودعوا إلى تدخل عاجل من المنظمات الدولية لفتح الطرق وإيصال المساعدات قبل أن تتحول الأزمة إلى كارثة إنسانية غير مسبوقة.
سودافاكس



