البشير : رفع العقوبات يمهد لـ”علاقات طبيعية” مع أميركا
اعتبر الرئيس السوداني عمر البشير قرار الولايات المتحدة برفع العقوبات الإقتصادية عن السودان ايجابيا وسيمكن بلاده من المضي في اتجاه بناء “علاقات طبيعية مع واشنطن”.
وأوضح البشير طبقا لتعميم صحفي تلقته “سودان تربيون” خلال لقائه السبت اللجنة التي قادت الحوار مع الإدارة الأميركية، ان القرار يأتي والسودان يكمل مسيرة الحوار الوطني ويتجه لتكوين حكومة وفاق وطني .
ووجه البشير اللجنة بمواصلة الحوار مع الولايات المتحدة “حتى يتم رفع اسم السودان من القائمة التي يتهم فيها بدعم الإرهاب”.
وتوج التفاوض بين الادارة الاميركية والحكومة السودانية بتعليق العقوبات اقتصادية على الخرطوم، وهو ماسيتيح للسودان ابتداء من الثلاثاء ،اجراء المعاملات البنكية مع كل بنوك العالم بما في ذلك الاميركية،كما أن القرار يؤدي الى فك تجميد الارصدة السودانية في أميركا و البالغة 30 مليون دولار.
وقال وزير الخارجية السوداني ابراهيم غندور في مؤتمر صحفي ،السبت، بمعية ذات اللجنة،إن قرار رفع العقوبات تم عقب اجتماعات نصف شهرية امتدت لست أشهر بلغت في حصيلتها 23 لقاءا بين مسؤولين حكوميين وأمريكيين في الخرطوم.
واوضح أن اللجنة المختصة التي تولت التفاوض كانت تعمل تحت اسم ” العلاقات الاميركية والاروبية”، وتتكون من وزارات الخارجية والدفاع، والداخلية، والمالية، والرعاية الاجتماعية، بجانب جهاز الامن والمخابرات، وبنك السودان المركزي.
وأضاف “جرى خلالها تواصل مع الس اي ايه ووزارة الدفاع ومع اوفاك وجهات اخرى”، لافتا الى ان اللقاءات تمت بعيدا عن الإعلام باتفاق مع المسؤولة في الادارة الأميركية سوزان رايس.
واشار وزير الخارجية، إلى أن الاتفاق كان منذ البداية على أن يصدر القرار بنهاية عهد ادارة اوباما. مؤكداً أن القرار جاء وفقاً لما تم الاتفاق عليه وتم الالتزام بالخطة التي وضعت خلال الحوار.
واردف “يتمثل القرار في الغاءالقرارين التنفيذينن 13067 الذي اصدره كليتنتون عام 1997 بشأن تجميد الأصول لسودانية في الولايات المتحدة . بجانب إلغاء القرار 13412الذي اصدره الرئيس بوش في عام 2006.
وأشار الوزير الى أن الحوار السوداني الأميركي كان يبحث خمس مسارات هي مكافحة السودان للارهاب ومحاربة جيش الرب الأوغندي ،ودور السودان في عملية السلام بجنوب السودان، علاوة على الشأن الانساني في المنطقتين، وعملية السلام في البلاد.وأكد غندور على أن السودان التزم بتنفيذ الخارطة التي وضعت في الحوار بين الطرفين.
وأفاد أن السودان كان متهما بتوفير التمويل لجيش الرب من خلال السماح له بالنشاط في تجارة العاج، وأن فريقا يتبع لإدارة الحياة البرية الاميركي وقف على عدم صحة تلك الاتهامات.
وأضاف ” نحن ملتزمون بكل المسارات.. نحن نكافح الارهاب، ونحرص على السلام في جنوب السودان، ونسعى لتحقيق السلام في السودان، ولاندعم جيش الرب”.
واعتبر غندور، قرار الادارة الاميركية “بداية خطوة لتطبيع العلاقات بين البلدين، و يفتح مجال الإستثمار في السودان امام الشركات الكبرى بعد إن كانت ممنوعة بسبب العقوبات”.
ويشار الى أن قرار ادارة اوباما برفع العقوبات عن السودان اتخذ بعد تأكد محاوري واشنطن، من انخفاض مستوي العنف في مناطق النزاع كما زادت معدلات الوصول الى المتضررين من الحروب في مناطق العمليات، علاوة على موافقة لخرطوم على تقديم المعونة الأميركية الدواء للمتضررين في مناطق النزاع.
وبحسب مصادر موثوقة فإن حكومة السودان التزمت بدعم السلام في جنوب السودان والتوقف عن دعم المتمردين المعارضين للرئيس سلفا كير.
وعدلت الحكومة نتيجة نقاشها مع الادارة الأميركية في إجراءات العمل الانساني ومنحت تسهيلات غير مسبوقة فيما يخص تصاريح التنقل في غير مناطق العمليات و يسرت الحصول على تأشيرات الدخول لعمال المساعدات.
سودان تربيون