تفكيك رواية “الغاز السام” في الخرطوم: الإعلام تحت المجهر

سودافاكس – في الأيام الأخيرة، شهدت منصات التواصل الاجتماعي تداول شائعات تزعم وجود محاولات لإخفاء آثار أسلحة كيميائية في العاصمة السودانية الخرطوم، وسط حديث عن بقايا مواد سامة تعيق عودة السكان إلى منازلهم.
مصادر مطلعة وصفت هذه المزاعم بأنها جزء من “حملات تضليل” تقودها جهات مرتبطة بمليشيا “الجنجويد”، بهدف بث الذعر وإطالة أمد النزوح بعد هزيمة التمرد.
خبراء: الكلور لا يترك آثاراً بعد استخدامه
أكد خبراء كيميائيون أنّ الجيش السوداني وُجهت له اتهامات باستخدام غاز الكلور تحديداً لأنه سريع التطاير ولا يترك أي آثار يمكن التحقق منها بعد فترة قصيرة.
وأوضح أحد المتخصصين أنّ الكلور يتفاعل بسرعة مع الهواء والرطوبة، ويتحلل إلى مركبات غير مستقرة مثل حمض الهيدروكلوريك، مما يجعل إثبات استخدامه لاحقاً أمراً شبه مستحيل.
الخلط بين أعراض الكوليرا وتأثير الكلور
المعلومات المتداولة تربط حالات التقيؤ المستمر بين بعض المواطنين باستخدام غاز الكلور، وهو أمر وصفه الخبراء بـ”الخطأ العلمي الفادح”.
وأشاروا إلى أن التقيؤ المستمر مرتبط بانتشار مرض الكوليرا في بعض المناطق، بينما يقتصر تأثير الكلور على أعراض قصيرة الأمد مثل الغثيان أو التهيج عند التعرض المباشر، ولا يسبب أي أعراض مزمنة.
موقف رسمي أميركي: لا هجمات في الخرطوم
وبحسب تقارير صحيفة نيويورك تايمز، فإن المسؤولين الأميركيين الذين وجهوا اتهامات للجيش السوداني باستخدام الأسلحة الكيميائية أكدوا أن الحالات المزعومة “محدودة النطاق وحدثت في مناطق نائية”، ولم تشمل العاصمة الخرطوم.
ويشير محللون إلى أن ترويج هذه المزاعم داخلياً لا يستند إلى أي دلائل علمية أو ميدانية.
دعوة لعودة الحياة إلى طبيعتها
في ظل هذه الحقائق، يؤكد مختصون ومسؤولون أن الخرطوم آمنة من أي مخاطر كيميائية، وأن عودة المواطنين إلى منازلهم هي الخطوة الأولى لإعادة بناء الحياة الطبيعية وإنعاش النشاط الاقتصادي والاجتماعي في العاصمة.
سودافاكس



