بعد استقالة مثيرة للجدل.. الخارجية السودانية أمام منعطف خطير

سودافاكس – قدم السفير عمر محمد أحمد صديق، وزير الدولة بوزارة الخارجية السودانية والتعاون الدولي في السودان، استقالته إلى رئيس الوزراء د. كامل إدريس، بعد أكثر من شهرين فقط من تعيينه ومباشرة مهامه. وتأتي هذه الخطوة في ظل استمرار شغور منصب وزير الخارجية الرسمي، الأمر الذي أثار جدلاً واسعاً في الأوساط السياسية والدبلوماسية.
وكان رئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان قد عيّن عمر صديق في مايو الماضي وزيراً للخارجية خلفاً للوزير المقال علي يوسف، وذلك أثناء عمله كسفير للسودان في الصين. لكن بعد تعيين كامل إدريس رئيساً للوزراء، جرى تخفيض منصبه إلى وزير دولة بالخارجية، رغم أنه واصل أداء مهامه وقام بجولات خارجية، كان آخرها إلى القاهرة حيث عقد اجتماعات مع نظيره المصري.
يُعرف السفير عمر صديق بخبرته الدبلوماسية الواسعة؛ فقد عمل سفيراً للسودان في بريطانيا، ألمانيا، الصين، جنوب أفريقيا، كما شغل منصب مندوب السودان الدائم لدى الأمم المتحدة في عام 2019، إضافةً إلى عمله مديراً لمكتب وزير الخارجية الأسبق علي كرتي. تخرج صديق في جامعة الخرطوم عام 1979، وحصل على ماجستير العلوم السياسية، ثم التحق بوزارة الخارجية عام 1980 وتدرج في السلك الدبلوماسي حتى شغل عدة مناصب رفيعة.
وفي ظل استقالته، راجت أنباء قوية خلال الأيام الماضية عن اتجاه رئيس الوزراء كامل إدريس لتعيين السفير محي الدين سالم وزيراً للخارجية السودانية. ويُنظر إلى سالم باعتباره دبلوماسياً مهنياً ينتمي لمدرسة العمل المؤسسي، وصاحب خبرة تراكمية كبيرة في الملفات الإقليمية والدولية. فقد عمل لسنوات في دول الخليج وعدد من الدول الأفريقية، وتولى إدارة التعاون الدولي بوزارة الخارجية، وهو موقع يمنحه رؤية استراتيجية شاملة حول العلاقات الخارجية وتعقيداتها.
هذه التطورات تعكس حجم التحديات التي تواجهها الدبلوماسية السودانية في مرحلة دقيقة من تاريخ البلاد، مع تزايد الضغوط الإقليمية والدولية، وحاجة السودان إلى سياسة خارجية متوازنة وفاعلة.
سودافاكس



