كيف يقودنا بيان الرباعية نحو مزيد من (البل بس)

كيف يقودنا بيان الرباعية نحو مزيد من (البل بس).


*كيف نقيم هذا البيان إذن وفق النقاط السابقة:
سنبدأ من الخارج للداخل، من العالمي للمحلي.

أولا: موقف الأمريكان نحو السودان موقف لا يحمل أي تفاصيل ولا خطة محددة، بل الأمريكان ينظرون للسودان في إطار الشرق الأوسط الكبير، لذا حين نرى عبارة مثل (أمن البحر الأحمر الواسع) فهذا ما يرونه حاليا ويفهمونه عن السودان. وبقية الدول الإقليمية في الرباعية هي جزء من هذا الحلف الأمريكي في المنطقة.

ثانيا: هناك عدم انسجام جوهري بين القوى الإقليمية، والمسافة بين الإمارات وبين السعودية ومصر من جهة مسافة كبيرة حتى مع توقيع البيان، عليه فإن مستقبل الرباعية وانسجام عملها ضعيف جدا، لاسيما وأن المسار العسكري ذو صلة بالسعودية والمسار السياسي يظهر ذو صلة بمصر.

ثالثا: توجد قطعة مهمة ناقصة وهي غياب آلية مثل البعثة الأممية (يونيتامس) السابقة والتي كانت تعمل تحت بند أممي بمهام سياسية واضحة، فولكر بيرتس كان حجر الزاوية في أي مشروع تآمري على السودان، وغياب هذه الآلية يجعل البيان مهما كان خطيرا في لغته لكنه يظل في حدود بيان من أربع دول نحو دولة ذات سيادة غير ملزمة بهم مع بغياب أي آلية سياسية أممية لفرض أي شيء على السودان. هذه نقطة مهمة جدا بالذات لمن يتذكرون الوضع في العام ٢٠٢٢م ولغاية أبريل ٢٠٢٣ ومهام فولكر بيرتس السياسية. هذه القطعة غائبة ولا بديل لها.

رابعا: استخدام عبارة مثل (جماعة الأخوان المسلمين) معطى سلبي لأنه تضليلي، لكن لا أهمية كبيرة له حاليا، فالبيئة الداخلية ليست النقطة الأهم في البيان حاليا، وعمليا فنحن نعرف أن الحرب هي حرب ضد السودان ودولته وطريقة التعبير الدينية والوطنية والقومية هي جزء أصيل من التركيب السوداني المحلي ولا صلة لها بأي تنظيم دولي أو إرهابي وعليه ستستمر العوامل الداخلية التي تعزز دفاع السودانيين عن وطنهم دون تراجع ودون اكتراث ببيان الرباعية بل ربما يغذيها أكثر.

أخيرا:
لا يوجد أي أفق منتظر للبيان في المدى القريب، وفرح القحاتة العملاء بالبيان عبارة عن هستيريا رغائبية فقط، والعكس تماما هو ما سيحدث. فالبيان يتضمن اعترافا بمنطق القوة، والميدان هو الفيصل لذلك فإن النتيجة المنطقية هي:
مزيدا من (البل بس)

هشام الشواني

Exit mobile version