خالد سلك يكتب: السودان على مفترق طرق بعد بيان الرباعية الدولية
ألقى بيان الرباعية الدولية حجراً في مياه الأزمة السودانية، مسلطاً الضوء على أخطر قضية تواجه البلاد حالياً: الأزمة الإنسانية التي صنفتها وكالات الأمم المتحدة والمنظمات الدولية بأنها الأكبر على مستوى العالم.
اقترحت خارطة طريق الرباعية هدنة إنسانية عاجلة لمدة ثلاثة أشهر، تسمح بوصول الغذاء والدواء والاحتياجات الأساسية للمتضررين من الحرب في كافة أرجاء السودان.
تلقى البيان ترحيباً واسعاً محلياً من القوى المدنية المناهضة للحرب، حيث أكدت بياناتها المختلفة على ضرورة تنفيذ الهدنة لإنقاذ أرواح المدنيين. كذلك، أبدت خارجية سلطة تأسيس دعمها الواضح للمبادرة. في المقابل، كان موقف معسكر بورتسودان متردداً وارتباكياً، حيث اكتفى بيان خارجيتها بالحديث عن شعارات عامة حول “السيادة والشرعية”، دون الإشارة المباشرة إلى الرباعية.
وفي خطوة مثيرة للجدل، أصدر مجلس السيادة في بورتسودان بياناً يدين ضربات المسيرات لمواقع في ولاية النيل الأبيض “رغم بيان الرباعية”، ما يعكس تبايناً في الموقف تجاه المبادرة.
أما المؤتمر الوطني المحلول وحركته الإسلامية، فقد أعلن رفضاً صريحاً للمبادرة، حيث أصدر كل من أحمد هارون وعلي كرتي بيانات هاجموا فيها الرباعية وأكدوا موقفهم الداعم لاستمرار الحرب، في تكرار لمواقفهم السابقة تجاه مبادرات جدة والمنامة وجنيف والاتحاد الإفريقي وإيقاد. ويبدو أن عناصر المؤتمر الوطني يسعون للضغط على مكونات معسكر بورتسودان للانحياز إلى خيارهم الحربي.
تطرح الأزمة السودانية اليوم حقيقة واضحة: استمرار الحرب ليس نتيجة الانتهاكات أو التدخلات الخارجية، بل هو مشروع سياسي يحقق مصالح أطراف معينة على حساب دماء ومصالح السودانيين. في المقابل، تؤكد القوى المدنية تمسكها بالسلام، ووحدة البلاد، وأمنها، وكرامة أهلها، مستنكرة من يستفيد من استمرار الحرب، ومشيرة إلى أن الشعب السوداني قادر على إنهاء مشروع الحرب كما فعل في ثورة ديسمبر.
خالد سلك
