اتفاق ياموسوكرو هو قرار تاريخي اتخذته دول الاتحاد الأفريقي عام 1999 بهدف تحرير خدمات النقل الجوي داخل القارة الأفريقية.
أصبح الاتفاق مُلزِماً منذ عام 2002، ويمثل الأساس لإنشاء السوق الأفريقية الموحدة للنقل الجوي (SAATM)، التي أُطلقت رسميًا عام 2018 لتنفيذ الرؤية الأفريقية بفتح الأجواء وتسهيل الحركة الجوية بين الدول.
أهداف الاتفاق
تحرير النقل الجوي: منح شركات الطيران الأفريقية حرية أكبر لتسيير رحلات بين الدول دون قيود مشددة.
إزالة الحواجز: رفع القيود على عدد الرحلات والسعة الاستيعابية، بما يتيح مرونة أكبر للمسافرين والشركات.
تسهيل الحركة التجارية: دعم انتقال الأفراد والبضائع بسلاسة بين الدول، ما يسهم في تنشيط التجارة البينية.
تشجيع المنافسة العادلة: ضمان بيئة تنافسية شفافة تعزز الجودة وتخفض التكاليف.
الدول الموقعة
وقّعت على الاتفاق معظم دول الاتحاد الأفريقي (44 دولة)، باستثناء: جيبوتي، غينيا الاستوائية، إريتريا، إسواتيني، غامبيا، غينيا، مدغشقر، موريتانيا، المغرب، الصومال، وجنوب أفريقيا.
فوائد الاتفاق لأفريقيا
- زيادة حجم حركة النقل الجوي داخل القارة.
- خفض أسعار التذاكر بسبب المنافسة.
- تحفيز السياحة والاستثمار.
- خلق فرص عمل جديدة في قطاعات الطيران، السياحة، والخدمات اللوجستية.
- تعزيز التكامل الاقتصادي بين الدول الأفريقية.
ماذا يعني الاتفاق بالنسبة للسودان؟
السودان بحكم موقعه الجغرافي الاستراتيجي بين شمال أفريقيا، شرق أفريقيا، والقرن الأفريقي، مؤهل لأن يكون مركزاً إقليمياً للنقل الجوي.
من خلال تطبيق اتفاق ياموسوكرو والاستفادة من السوق الأفريقية الموحدة للنقل الجوي، يمكن للسودان أن يجني الفوائد التالية:
تحويل الخرطوم إلى نقطة عبور (Hub): استغلال موقع السودان ليكون محطة ربط بين أفريقيا وآسيا وأوروبا.
تسهيل حركة البضائع: خفض تكاليف النقل الجوي للصادرات السودانية (مثل الثروة الحيوانية والمنتجات الزراعية) ما يعزز تنافسيتها.
دعم حركة المواطنين: توفير رحلات مباشرة ومنتظمة بين السودان وبقية الدول الأفريقية بدلاً من الاعتماد على خطوط خارجية.
جذب الاستثمار: تحفيز شركات الطيران الأجنبية على دخول السوق السوداني، مما يعني تنمية البنية التحتية وزيادة العوائد الاقتصادية.
رفع كفاءة الخطوط الجوية السودانية: من خلال المنافسة والتعاون مع شركات الطيران الإقليمية، بما يرفع من جودة الخدمة ويخفض الأسعار.
الخلاصة
اتفاق ياموسوكرو ليس مجرد وثيقة قانونية، بل هو مشروع تكامل قاري يرمي إلى توحيد الأجواء الأفريقية وتحويل الطيران إلى محرك أساسي للتنمية الاقتصادية والاجتماعية.
بالنسبة للسودان، فإن تطبيق الاتفاق بشكل فعّال يفتح أبواباً واسعة نحو الاندماج القاري، تنمية الاقتصاد، وتحويل البلاد إلى جسر جوي رئيسي بين أفريقيا والعالم.
من هنا تبرز أهمية أن تتبنى الحكومة السودانية خطوات عملية لتفعيل الاتفاق، وتطوير البنية التحتية للمطارات، وتشجيع الشراكات مع شركات الطيران الأفريقية، بما يضع السودان في قلب خريطة النقل الجوي الإقليمي.
الفاتح فقيري
طيران بلدنا
