سودافاكس – متابعات: شهد الاجتماع الوزاري رفيع المستوى حول السودان، الذي انعقد على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، تعثّرًا في التوصل إلى اتفاق بشأن الخطوات المقبلة، بعد فشل بعض الأطراف الخارجية الرئيسية في النزاع السوداني في التوصل إلى أرضية مشتركة، وفق مصادر أمريكية وسودانية.
انقسامات داخل مجموعة “الرباعية”
التقى مبعوث الرئيس الأمريكي للشؤون الأفريقية والعربية مسعد بولوص، مع وزراء خارجية مصر والسعودية والإمارات ضمن مجموعة “الرباعية”. وكان من المتوقع أن يُعلن عن تشكيل لجنة مشتركة لاستعادة السلام، إلا أن الخلافات حالت دون ذلك.
ويرجع السبب، بحسب مسؤول سوداني مدني، إلى اعتراض الإمارات على البيان الختامي الذي دعا قوات الدعم السريع للانسحاب الفوري من الفاشر ورفع الحصار عنها، وندّد بقصف مسجد أدى إلى مقتل 75 مدنيًا.
صراع المصالح بين الإمارات والسعودية ومصر
تدعم مصر والسعودية القوات المسلحة السودانية بقيادة عبد الفتاح البرهان، فيما تقف الإمارات إلى جانب قوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو “حميدتي”. ويأتي ذلك في ظل حرب أودت بحياة عشرات وربما مئات الآلاف، وتسببت في نزوح أكثر من 13 مليون شخص منذ أبريل 2023.
جهود أمريكية ومسار تفاوضي هش
أكد بولوص أن الرباعية اقتربت من اتفاق مع الدعم السريع لتسريع وصول المساعدات إلى الفاشر، كما أشار إلى اقتراب الطرفين من التوافق على شروط بدء محادثات مباشرة، بعد الإعلان عن خريطة طريق للسلام في 12 سبتمبر.
وتتضمن الخريطة وقفًا إنسانيًا لإطلاق النار لمدة 3 أشهر، يليها انتقال سياسي شفاف خلال 9 أشهر لتشكيل حكومة مدنية مستقلة.
تحذيرات من ضياع الزخم الدبلوماسي
قال آلان بوسويل، مدير مشروع القرن الأفريقي في مجموعة الأزمات الدولية، إن السودان يعيش أكبر كارثة إنسانية في العالم اليوم، محذرًا من ضياع الزخم الدبلوماسي الراهن: “السياسة والدبلوماسية تقوم على استثمار اللحظة، وهذه قد تكون إحدى النوافذ القليلة لإنهاء الحرب، لكنها قد تُغلق سريعًا”.
إقصاء الإسلاميين وإشكالية التوازن
تضمن بيان الرباعية استبعادًا واضحًا لأي دور للجماعات الإسلامية المتطرفة أو المرتبطة بجماعة الإخوان المسلمين، في إشارة إلى حزب المؤتمر الوطني المحلول التابع للرئيس المخلوع عمر البشير. وقد حذّر خبراء من أن الإقصاء المفرط قد يؤدي إلى تعقيد عملية السلام عبر دفع هذه المجموعات إلى تبني مواقف أكثر عدائية.
