حرب البطاريات: هل تكسر أمريكا قبضة الصين

تشهد الساحة الدولية سباقاً محموماً بين الصين والولايات المتحدة حول السيطرة على صناعة البطاريات المتقدمة، التي تمثل جوهر التكنولوجيا في الجيل القادم من المركبات والأنظمة العسكرية وأجهزة الطاقة. فبعد أن نجحت الصين في فرض هيمنتها على السوق العالمي عبر سياسات حكومية مركزة ودعم ضخم للصناعة المحلية، تجد واشنطن نفسها أمام تحدٍ استراتيجي يهدد أمنها القومي واقتصادها.

من السيارات اليابانية إلى البطاريات الصينية

كما باغتت السيارات اليابانية في ثمانينيات القرن الماضي صناعة السيارات الأمريكية، تكرر الصين اليوم المشهد ولكن على نطاق أوسع، عبر بطاريات أيونات الليثيوم التي أصبحت أساس التكنولوجيا الحديثة من الهواتف المحمولة والحواسيب إلى الطائرات المسيّرة والأجهزة العسكرية.

أرقام تكشف حجم الهيمنة الصينية

هذه الأرقام تجعل من شبه المستحيل كسر الهيمنة الصينية على المراحل الأولى والوسيطة في سلسلة توريد البطاريات.

مخاطر اقتصادية وأمنية

تتجاوز خطورة هذه الهيمنة الجانب الاقتصادي لتصل إلى الأمن القومي، إذ إن بطاريات الليثيوم ضرورية لآلاف الأنظمة العسكرية الأمريكية مثل الطائرات المسيّرة، أجهزة الليزر، أنظمة الاتصالات، وحتى شبكات الطاقة الكبرى.

كيف يمكن للولايات المتحدة الرد؟

للتصدي لهذا التفوق الصيني، تحتاج واشنطن إلى استراتيجية متعددة المحاور:

تحالفات دولية لكسر الاحتكار

تمثل الولايات المتحدة وحلفاؤها الكبار (أوروبا، اليابان، كوريا الجنوبية، أستراليا) أكثر من نصف الاقتصاد العالمي، ما يمنحهم القدرة على مواجهة الاحتكار الصيني عبر التعاون في مجالات المعايير، التعريفات الجمركية، الابتكار، وتطوير بدائل فعالة.

خاتمة

لقد بنت الصين تقدماً هائلاً في صناعة البطاريات، لكنها في الوقت نفسه خلقت تحدياً استراتيجياً للولايات المتحدة وحلفائها. ويبقى السؤال: هل تستطيع واشنطن قيادة تحالف عالمي يعيد التوازن إلى سوق البطاريات ويكسر الهيمنة الصينية؟

Exit mobile version