فشل المنظومات الصينية وخداع إماراتي في السودان: إخفاقات دفاعية تكشف هشاشة المليشيا

سودافاكس – تجارب دفاعية فاشلة تكشف عمق الأزمة داخل المليشيا المدعومة إماراتيًافي تطور جديد يعكس تفاقم الأزمة داخل صفوف المليشيا المدعومة من الإمارات، تكشفت خلال الأسابيع الأخيرة سلسلة من الإخفاقات الميدانية في منظومات الدفاع الجوي القصيرة المدى التي تم استقدامها من الصين، بعد فشلها في التصدي للطائرات المسيرة الحديثة التي يستخدمها الجيش السوداني في عملياته الدقيقة بمدينتي الفاشر ونيالا.

محاولات يائسة لإنشاء مظلة دفاعية باستخدام أنظمة صينية

مصادر عسكرية سودانية أكدت أن المليشيا، وبإشراف مباشر من ضباط إماراتيين، قامت بتجريب عدة أنظمة دفاع جوي صينية الصنع من فئة SHORAD، شملت منظومتي FK-2000 وFB-10A، في محاولة لإنشاء مظلة دفاعية تحمي مقراتها وخطوط إمدادها من الغارات الجوية المكثفة.
لكن هذه التجارب جاءت بنتائج كارثية، حيث فشلت الأنظمة في اعتراض الطائرات المسيرة بطيئة السرعة وصغيرة المقطع الراداري، ما جعلها عاجزة أمام الضربات الدقيقة والمتكررة التي ألحقت خسائر كبيرة في المعدات والأفراد.

عجز منظومات FK-2000 وFB-10A أمام المسيرات التركية

رغم أن منظومة FK-2000 صُممت للتعامل مع الأهداف القريبة والمتوسطة، إلا أنها لم تحقق أي نسبة اعتراض فعالة بسبب ضعف نظام الرادار والتتبع أمام الطائرات التركية بيرقدار TB2 وأكانجي التي يستخدمها الجيش بكفاءة في مهام الاستطلاع والهجوم.
أما منظومة FB-10A، التي روّجت لها الصين كخيار أكثر مرونة، فقد فشلت في بيئة الحرب السودانية بسبب ضعف التكامل بين وحدات الإطلاق ونظام القيادة والسيطرة، إلى جانب محدودية المدى الفعلي للصواريخ الموجهة بالأشعة تحت الحمراء.

الدافع الصيني: اختبار ميداني لا رغبة اقتصادية

ورغم فشل التجارب، استمرت قيادة المليشيا والإمارات في استيراد مزيد من الأنظمة، بينما أبدت الشركات الصينية استعدادًا غامضًا لتسهيل عمليات التوريد.
ويرجّح محللون أن الدافع الصيني لا يقتصر على المكاسب الاقتصادية، بل يرتبط برغبة في اختبار الأداء الميداني لتقنياتها الدفاعية في مواجهة المسيرات التركية المتطورة، وهي فرصة نادرة لتقييم فعالية الأنظمة في ظروف حرب حقيقية.

صفقات مشبوهة: خداع إماراتي للشركات الصينية

التقارير الاستخباراتية المسربة كشفت أن الإمارات تخدع بعض الشركات الصينية عبر صفقات سلاح مموّهة، تدّعي أنها موجهة إلى تشاد، بينما تُهرّب فعليًا إلى المليشيا داخل السودان.
هذه الممارسات، التي تهدف إلى التحايل على الرقابة الدولية وتجنب المساءلة القانونية، وضعت بكين في موقف دبلوماسي محرج بعد تتبع مصدر الأسلحة في مناطق النزاع، ما دفع بعض المسؤولين الصينيين إلى إعادة تقييم تعاملهم مع الوسطاء الإماراتيين.

فوضى ميدانية وضعف تنسيق داخل المليشيا

هذا التعاون الملتبس بين أبوظبي وبعض الشركات الصينية أدى إلى تفكك المنظومة الدفاعية للمليشيا، حيث تعمل كل وحدة بنظام مختلف دون وجود شبكة قيادة وتحكم موحدة.
النتيجة كانت فقدان القدرة على التنسيق الدفاعي، ما جعل المليشيا أكثر عرضة للهجمات الجوية الدقيقة التي ينفذها الجيش السوداني.

فشل الرهان الإماراتي على التكنولوجيا الصينية

في ظل استمرار الجيش السوداني في تنفيذ عملياته الجوية باستخدام المسيرات الحديثة، يتضح أن الرهان الإماراتي على التكنولوجيا الصينية لم يمنح المليشيا أي تفوق ميداني، بل كشف عن ضعفها التنظيمي واعتمادها على تجارب مرتجلة تفتقر إلى عقيدة دفاعية متكاملة.
وفي المقابل، يبدو أن المصانع الصينية هي المستفيد الوحيد من هذا الوضع، إذ تحصل على بيانات ميدانية حقيقية لاختبار أنظمتها ضد أكثر المسيرات تطورًا في العقد الأخير.

سودافاكس




مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.