على غير المتوقع.. مناوي يفاجئ الجميع بموقفه من محاكمة كوشيب

سودافاكس – أكد حاكم إقليم دارفور، مني أركو مناوي، أن الجرائم التي ارتكبها علي محمد علي عبد الرحمن، المعروف بـ”علي كوشيب”، تمثل أبشع ما عرفته الإنسانية من فظائع خلال الصراع في دارفور.
وقال مناوي في بيان، إن ما قام به كوشيب من جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية لا يمكن أن يتقبله عقل أو منطق، مشيراً إلى أنه ارتكب مجازر مروعة في مناطق دليج، كرع جداد، وادي صالح، قارسيلا، مكجر، الجنينة، زالنجي، وصرة بندسي وغيرها من مدن وقرى دارفور.

وأضاف مناوي أن حكومة إقليم دارفور تدعم العدالة بكل قوة وثبات، مشيداً بإدانة المحكمة الجنائية الدولية التي اعتبرها “انتصاراً عظيماً للضحايا والمظلومين”، ولأولئك الذين تعرضوا للتطهير العرقي والتهجير القسري، مؤكداً أن العدالة لا تموت مهما طال الزمن.

إدانة كوشيب انتصار للأمهات الثكالى والأيتام والنازحين

وأوضح مناوي أن الحكم يمثل انتصاراً لكل أم فقدت أبناءها وزوجها، ولكل القرى التي شهدت الإبادة والعنف، مثل قرية دليج التي أُبيد فيها أكثر من 68 شخصاً بريئاً.
وأشار إلى أن هذه الإدانة تعد رسالة واضحة إلى العالم بأن العدالة تنتصر في النهاية، مهما طال انتظارها، وهي بمثابة صوت للنازحين واللاجئين والمغتصبات والمشردين في دارفور.

العدل والمساواة: الحكم التاريخي انتصار للضحايا

رحبت حركة العدل والمساواة السودانية بالحكم الصادر عن المحكمة الجنائية الدولية ضد كوشيب، ووصفت القرار بـ”التاريخي” و”الانتصار العظيم للضحايا”.
وقال المتحدث الرسمي باسم الحركة، محمد زكريا، إن القرار يؤكد أن العدالة قد تتأخر لكنها لا تسقط بالتقادم، وأن المجرمين لن يفلتوا من العقاب مهما تبدلت الظروف أو تغيرت الأنظمة.

وأضاف أن هذا الحكم هو ثمرة نضالات طويلة للحركة وقوى الكفاح المسلح، ونتاج لصمود السودانيين المدافعين عن العدالة، مشيراً إلى أن القرار يمثل رسالة قوية لمجرمي الحرب الحاليين، خاصة من ينتمون إلى مليشيا الدعم السريع.

دعوة لتفعيل اتفاقية جوبا ومحاسبة المطلوبين

ودعا زكريا المؤسسات العدلية الوطنية إلى الالتزام بتنفيذ اتفاقية جوبا لسلام السودان، التي تنص على مثول المطلوبين أمام المحكمة الجنائية الدولية.
كما طالب المجتمع الدولي بمواصلة دعم مسار العدالة والإنصاف، وتقديم العون اللازم للضحايا من أجل جبر الضرر وتحقيق العدالة الانتقالية في السودان.

تفاصيل الحكم الصادر ضد كوشيب

كانت المحكمة الجنائية الدولية قد أدانت، يوم الاثنين 6 أكتوبر 2025، علي محمد عبد الرحمن كوشيب في أكثر من 26 تهمة تتعلق بجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، ارتكبت في دارفور بين عامي 2003 و2004.
وشملت التهم القتل، الاغتصاب، التعذيب، النهب، والمعاملة الوحشية.

وكان كوشيب قد سلم نفسه طوعاً في جمهورية إفريقيا الوسطى في يونيو 2020، وبدأت محاكمته رسمياً في أبريل 2022، قبل أن تُختتم المرافعات الختامية في ديسمبر 2024.
وخلال جلسات المحاكمة، أنكر كوشيب جميع التهم، مدعياً أنه ليس الشخص المقصود وأن هناك خطأ في الهوية.

خلفية عن علي كوشيب ودوره في نزاع دارفور

يُعد كوشيب أحد أبرز قادة ميليشيات الجنجويد المتهمة بارتكاب انتهاكات واسعة خلال النزاع في دارفور مطلع الألفية، والتي أسفرت عن مقتل مئات الآلاف وتشريد الملايين.
وجاءت إدانته بعد أكثر من عقدين من ارتكاب تلك الجرائم، في خطوة وصفتها منظمات حقوق الإنسان بأنها “انتصار تاريخي للعدالة الدولية”.

سودافاكس




مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.