الصراعات الداخلية والحركات المسلحة: كيف يقترح العميد الصوارمي إصلاح المشهد الإسلامي؟

جاء العميد الصوارمي خالد سعد، الناطق الرسمي السابق باسم الجيش السوداني، بمقال نقدي بعنوان «الحل الإسلامي» يسلط الضوء على تشرذم الحركات الإسلامية في السودان والعالم، ويدعو إلى رؤية موحدة تقوم على فقه دعوة سليم، وتجمع صفوف المسلمين حول أُسسٍ عامة تتخطى الخلافات الطائفية والحركية. الصوارمي يحمّل زعاماتٍ تقليدية جزءاً من مسؤولية الجمود والتطرف، ويؤكد أن الجهاد ليس سبيل الدعوة الوحيد، وأن الحوار والعلم والمؤسسات المتخصصة هي الطريق لإصلاح الواقع الإسلامي والسياسي.

ملخص النقاط الأساسية

يشخّص الصوارمي جملة مشكلات داخل الحركة الإسلامية: سيطرة زعامات تقليدية غير متجددة، تعدد الحركات المسلحة والسياسية المتطرفة، ضعف فقه الدعوة، وانحراف صورة الإسلام في الإعلام الغربي. ويعرض حلولاً عملية ترتكز على توحيد الكلمة تحت شعار «أنا مسلم»، إحياء هيئات علماء متخصّصة تضم خبرات علمية مختلفة، وتفعيل وسائل الدعوة السلمية (التربية، الإعلام، العمل السياسي والاقتصادي والاجتماعي).

انتقادات للقيادات والرؤى التقليدية

يرى الصوارمي أن بعض القيادات الدينية والسياسية تمارس سيطرة سياسية وإدارية على مؤسسات دينية، وتفرض فقه أداء أحادي يؤدي إلى انغلاقٍ فكري وتراجع قابلية التجديد. ويشير إلى أن استمرار هذه السيطرة يؤدي إلى تفتيت النسيج الإسلامي وتحويل الدين إلى أداة خلاف داخلي بدلاً من مشروع جامعة.

رفض تصيير الإسلام «عذاباً» ورسالة للمدعوّين

انتقد المقال استخدام شعار «أمريكا روسيا قد دنا عذابها» كرمزية تُسيء للإسلام، موضحاً أن الإسلام دعوة ورحمة، وأن واجب الداعية هو الإصلاح بالحكمة والمجادلة بالتي هي أحسن، لا التحريض على الكراهية أو انتهاج خطابٍ يحوّل الدين إلى تهديد.

الجهاد: وسيلة ليست مقصداً وحيداً

يوضح الصوارمي أن الجهاد بمعناه القتالي ليس طريق نشر الدعوة بل وسيلة لإزالة معوقات محددة، بينما الدعوة أشمل وتشتمل على مجالات متعددة من بينها التعليم والتواصل الاجتماعي والتجارة والعمل الثقافي والسياسي والإعلامي.

دعوة إلى هيئات علماء شاملة ومتعدّدة التخصصات

يؤكد المقال أهمية عدم اقتصار قيادة الدولة أو المجتمع على رجال الدين وحدهم، داعياً إلى هيئات علماء تضم خبراء في الاقتصاد والسياسة والاستراتيجية والطب والهندسة والقضاء والإعلام وغيرهم، وذلك لتقديم حلول عملية متكاملة للمشكلات الوطنية والإقليمية.

ضرورة الحوار بين الأديان وإنهاء النزاعات

يشدّد على استئناف الحوار الإسلامي-اليهودي-المسيحي على أساس الدعوة بالحسنى، وتفعيل دور هيئات العلماء للتعامل مع الصراعات العربية والإقليمية، بدلاً من الانتظار أو الاكتفاء بالصراعات المسلحة أو الصمت المتواطئ.

قراءة واقعية لقوة إسرائيل وإدارة الملف

ينبه إلى أن إسرائيل تمثل قوة إقليمية بدعم أميركي ودبلوماسي، ويحث على الاعتراف بهذه الحقيقة والعمل على حلول عملية بدلاً من الإنكار، لأن فشل المعالجة يزيد من تداعيات الصراع.

مقترح توحيد الهوية: «أنا مسلم»

يقترح الصوارمي تشجيع الانتماء العام للإسلام عبر شعار «أنا مسلم»، ونبذ المذاهب والحزبيات الطائفية والحركية التي تفرّق الصفوف، والعمل على فقه دعوة يُجمع المسلمون على الركائز العامة ويضع الجزئيات في ثانويتها.

خاتمة: الحل الإسلامي كاستراتيجية سلام ووحدة

يختم الصوارمي بدعوته إلى جمع الصف الإسلامي عبر التركيز على العموميات وتجاوز الجزئيات التي أضعفت الأمة، مؤكداً أن إبراز الوجه الرحبي للإسلام ودوره في حفظ السلم العالمي هو الطريق للخلاص من عنفٍ داخلي وخارجي على حد سواء.

سودافاكس

Exit mobile version