محمد حامد جمعة: سقوط الفاشر هو الخطأ القاتل الذي أنهى أسطورة الدعم السريع
سودافاكس – في تحليل سياسي وعسكري جريء، وصف الكاتب الصحفي السوداني محمد حامد جمعة نوار ما جرى في مدينة الفاشر بولاية شمال دارفور بأنه الخطأ المميت الذي ارتكبته قوات الدعم السريع بحق نفسها، مؤكداً أن الأحداث الأخيرة ستكون نقطة تحول فارقة في مسار الحرب السودانية.
قال جمعة في تدوينة نشرها على منصاته الرقمية تحت وسم #خطأ_مميت إن ما حدث في الفاشر يمثل “الرصاصة القاتلة التي أطلقها الدعم السريع على نفسه”، موضحاً أن الجيش السوداني والقوات المشتركة التي خرجت من المدينة تُعد قوة شرسة يصعب التقليل من قدراتها أو تأثيرها في الميدان.
وأشار إلى أن هذه القوة تمتلك حافزاً كبيراً للعودة إلى القتال، وستحظى بدعم واسع من المجتمعات المحلية في شمال دارفور، خصوصاً بعد عمليات التصفيات العرقية التي نفذتها قوات الدعم السريع بحق المدنيين.
الدعم السريع تطلب فدية مالية ضخمة للإفراج عن أطباء في الفاشر
تحول إقليمي محتمل يمتد إلى تشاد
وأكد جمعة أن هذا الدعم الشعبي الداخلي قد يمتد إلى نطاقات إقليمية مجاورة، مرجحاً أن تتأثر تشاد بالأحداث إذا لم تُحسن التعامل مع هذا التطور الخطير، مضيفاً أن على قوات الدعم السريع “أن تبحث عن فرص نجاتها داخل دارفور نفسها، لا أن تواصل تهديداتها بالتوسع نحو ولايات أخرى”.
سياسياً، يرى الكاتب السوداني أن دماء الفاشر “مسحت كل مساحيق الحياد المزعوم” لبعض القوى السياسية، مؤكداً أن ما يسمى بـ”التيارات التأسيسية” قد سقطت تماماً بعد انكشاف ارتباطاتها، واصفاً بعض قياداتها بأنهم “مجرد موظفين للعلاقات العامة يعملون بنظام القطعة”.
انتكاسة في صورة الإمارات لدى السودانيين والمجتمع الدولي
وخارجياً، تساءل جمعة عن الكيفية التي يمكن بها لدولة الإمارات العربية المتحدة أن تعيد تموضعها في وجدان السودانيين، مشيراً إلى أن ما حدث في الفاشر ألحق ضرراً بالغاً بصورتها على الصعيدين الشعبي والدولي، قائلاً: “لو أن دولة معادية للإمارات أنفقت ميزانيات الأرض لتشويه صورتها، لما حققت ما أنجزته عليها أحداث الفاشر”.
واختتم الكاتب تحليله بالتأكيد على أن قوات الدعم السريع “خسرت الكثير في سبيل الوصول إلى أرض السلطان، لكنها حينما بلغت الفاشر خسرت كل شيء”.
