سودافاكس – وَحذّرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) من أن احتياجات النازحين الفارين من مدينة الفاشر إلى منطقة طويلة في شمال دارفور تتزايد بوتيرة تفوق قدرات المساعدات الإنسانية المتاحة حاليًا، في ظل تدهور الأوضاع الأمنية والإنسانية غرب السودان.
عائلات منهكة تصل إلى طويلة بحثًا عن الأمان والغذاء
وقالت يونيسيف في تدوينة على حسابها بمنصة “إكس” إن العائلات الهاربة من أعمال العنف في الفاشر تصل إلى مدينة طويلة وهي تعاني من الإرهاق والجوع وتحتاج إلى دعم عاجل، مشيرة إلى أن الإمدادات المتوفرة غير كافية لتلبية احتياجات الأعداد المتزايدة من النازحين.
جهود محدودة رغم التعاون الميداني
وأكدت المنظمة الأممية أنها تعمل بالتعاون مع شركائها المحليين والدوليين على توفير التغذية العلاجية للأطفال والمياه والرعاية الصحية الأساسية، لكنها شددت على أن “الاحتياجات الإنسانية تتزايد بوتيرة أسرع من حجم الموارد المتاحة”.
منظمة الهجرة الدولية: نزوح أكثر من 81 ألف شخص من الفاشر
وفي سياق متصل، أعلنت منظمة الهجرة الدولية أن أكثر من 81 ألفًا و817 شخصًا نزحوا من مدينة الفاشر ومحيطها منذ 26 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، موضحة أن هذه الأرقام أولية وقابلة للتغيير مع استمرار حالة انعدام الأمن وتطور ديناميكيات النزوح بسرعة.
النازحون ينتشرون في عدة مناطق شمال دارفور
وأضافت المنظمة أن أغلب النازحين لا يزالون داخل محلية الفاشر، بينما اتجه عدد أقل إلى محليات كبكابية، ومليط، وكتم، وطويلة، مشيرة إلى أن الأوضاع الإنسانية تتدهور بشكل متسارع في المناطق المستقبلة للنازحين.
سيطرة الدعم السريع على الفاشر ومخاوف من تقسيم جغرافي
وتشهد الفاشر منذ 26 أكتوبر/تشرين الأول سيطرة كاملة لقوات الدعم السريع، التي اتُهمت بارتكاب مجازر بحق المدنيين، وفق تقارير محلية ودولية. وأثار هذا الوضع مخاوف من تكريس تقسيم جغرافي في السودان بين مناطق نفوذ الجيش والدعم السريع.
حميدتي يقر بوقوع تجاوزات ويعلن تشكيل لجان تحقيق
وفي 29 أكتوبر/تشرين الأول، اعترف قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي) بحدوث “تجاوزات” من بعض عناصره في الفاشر، معلنًا عن تشكيل لجان تحقيق لمحاسبة المسؤولين عنها.
الحرب في السودان تدخل عامها الثالث
يخوض السودان منذ أبريل/نيسان 2023 حربًا دامية بين الجيش وقوات الدعم السريع، أسفرت عن مقتل عشرات الآلاف وتشريد نحو 13 مليون شخص، لتصبح واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية عالميًا.
خريطة السيطرة الميدانية بين الجيش والدعم السريع
تسيطر قوات الدعم السريع حاليًا على جميع ولايات إقليم دارفور الخمس، باستثناء أجزاء من شمال دارفور التي لا تزال تحت قبضة الجيش السوداني، فيما يحتفظ الأخير بالسيطرة على معظم ولايات السودان الثلاث عشرة المتبقية، بما في ذلك العاصمة الخرطوم.
دارفور.. الإقليم المنكوب وسط مأساة إنسانية غير مسبوقة
ويمثل إقليم دارفور نحو خُمس مساحة السودان، لكن الغالبية العظمى من سكان البلاد، البالغ عددهم 50 مليون نسمة، يعيشون في مناطق سيطرة الجيش. ومع تدهور الخدمات الأساسية، يواجه الإقليم كارثة إنسانية غير مسبوقة تتطلب استجابة عاجلة من المجتمع الدولي.
