مطارات السودان.. من هيئة عامة إلى مؤسسة تشغيلية وطنية

بشير عبد الرحمن بشير؛

سودافاكس – تناول المهندس بشير عبد الرحمن بشير، مساعد المدير العام الأسبق لشركة مطارات السودان المحدودة، في مقال جديد جدلاً متصاعدًا على مواقع التواصل الاجتماعي بشأن نقل تبعية عمليات أمن الطيران إلى شركة مطارات السودان المحدودة، ردًا على ما طرحه الكاتبان إبراهيم عدلان والفاتح فقيري.

دعوة لتوسيع نطاق الورشة الخاصة بإصلاح قطاع الطيران

وأكد بشير احترامه لوجهات النظر المطروحة، لكنه دعا إلى توسيع نطاق الورشة الفنية المزمع عقدها حول أمن الطيران لتشمل مراجعة شاملة لتجربة الفصل وإعادة الهيكلة التي تمت في مايو 2013، مشيرًا إلى أن هناك أخطاء تنظيمية وهيكلية يمكن معالجتها من خلال إشراك الخبراء والمختصين في القطاع.

رفض وصف شركة مطارات السودان بأنها تجارية

وانتقد بشير وصف شركة مطارات السودان بأنها “شركة تجارية”، معتبرًا ذلك توصيفًا غير دقيق يسيء إلى مكانة الشركة أمام الرأي العام، ويوحي بأنها تعمل وفق منطق الربح والخسارة، في حين أنها تعد مؤسسة سيادية تضطلع بمهام تشغيلية وفنية تتعلق بأمن وسلامة الطيران المدني في البلاد.

شركة مطارات السودان جهة سيادية وليست ربحية

وأوضح الكاتب أن وصف الشركة بأنها تجارية لا ينسجم مع طبيعة عملها، فهي لا تمارس عمليات بيع أو شراء، بل تقدم خدمات تشغيلية متخصصة، وتُحصّل رسومًا طيرانية متعارف عليها عالميًا مقابل خدمات الملاحة وتشغيل المطارات، تمامًا كما تفعل الهيئات المماثلة في دول العالم.

مقارنة بين سلطة الطيران المدني وشركة المطارات

وأشار بشير إلى أن سلطة الطيران المدني السودانية تحصل على رسوم عبور وإيرادات من تصديقات التراخيص للطائرات، ومع ذلك لا تُعد جهة تجارية، ومن هذا المنطلق فإن شركة مطارات السودان المحدودة ليست كذلك أيضًا، لأنها تؤدي دورًا تشغيليًا سياديًا مكملًا لدور السلطة.

تاريخ الهيكلة بين السلطة والشركة

وأوضح أن المؤسستين كانتا في الأصل جسمًا واحدًا تحت اسم الهيئة العامة للطيران المدني، قبل أن تتم عملية الفصل في عام 2013 لتصبح السلطة جهة رقابية، والشركة جهة تشغيلية، يعملان في تناغم مؤسسي يخدم سلامة وأمن الطيران في السودان.

تناغم الأدوار بين الرقابة والتشغيل

وأكد أن سلطة الطيران المدني وشركة المطارات وجهان لعملة واحدة، لا يمكن لأيٍّ منهما العمل بمعزل عن الآخر، وأنهما يخضعان للمعايير واللوائح الدولية الصادرة عن منظمة الطيران المدني الدولي (ICAO)، مشددًا على أن عمل الجهتين تكاملي وليس تنافسي.

قطاع الطيران المدني.. قطاع سيادي بامتياز

واختتم بشير مقاله بالتأكيد على أن قطاع الطيران المدني في السودان سيادي بطبيعته، سواء في جانبه الرقابي أو التشغيلي، وأن المطارات السودانية تعد أصولًا وطنية وسيادية للدولة، مثلها مثل الأجواء التي تُدار تحت إشراف السلطات الرسمية.

مطارات السودان واجهة سيادية للدولة

وختم بشير قائلاً: “إذا كانت أجواء السودان تمثل سيادة الدولة في فضائها، فإن مطاراتها تمثل السيادة على أرضها، ولا يجوز وصفها بأنها مؤسسات تجارية”، داعيًا إلى الحفاظ على مكانة الشركة كذراع سيادي تشغيلي يخدم الأمن القومي السوداني.




مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.