تاي نغوك: لم ينام منذ 60 سنة — تحقيق في حالة الفيتنامي المعجزة

ادّعى مزارع فيتنامي أنه لم ينام على مدى ستة عقود، ومع ذلك يتمتع بصحة ظاهرة جيدة. هذا التقرير يراجع الرواية المتاحة، يقدّم تفسيرات طبية ونفسية محتملة، ويستعرض آراء الخبراء حول تأثيرات قلة النوم المزمنة والاضطرابات المصاحبة.

بالأرقام: “مكة تُصحّح” تغلق مئات الورش والمستودعات خلال أسبوع واحد

اسعار العملات مقابل الجنيه السوداني اليوم – الأحد 9 نوفمبر 2025

 قصة تثير الدهشة

أثار تقرير صحفي حديث اهتمامًا واسعًا بعدما نقل عن المزارع الفيتنامي تاي نغوك (81 عامًا) زعمه أنه “لم ينام” منذ أكثر من 60 عامًا. بحسب المصادر الإعلامية، يعيش نغوك نشاطًا يوميًّا طبيعيًّا، يتناول الشاي الأخضر ونبيذ الأرز، ويقول إن صحته جيدة مع مقاومة ملحوظة لمشكلات ضغط الدم وأمراض القلب.

ما الذي تقوله التقارير؟

تضمنت التقارير نقل شهادات تفيد بأن نغوك كان يعاني حمىً في طفولته، منذ عام 1962، ومنذ ذلك الحين لم يستطع النوم. تقارير أخرى أشارت إلى أن تجربته في سنوات الحرب في فيتنام قد تكون عاملًا مؤثرًا، وأن الحالة قد تشبه أعراض اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD) الذي يؤثر في دورات النوم.

تفسيرات طبية محتملة

1. اضطراب ما بعد الصدمة وتأثيره على النوم

يعرف الطب أن اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD) يمكن أن يسبب أرقًا شديدًا وكوابيس واستيقاظًا متكررًا، نتيجة لليقظة المفرطة والشعور بالخطر المستمر. في حالات مزمنة وغير معالجة قد يتكيف الجسم مع قلة النوم عبر نمط نعاس نهاري متقطّع قد يُشخّص خطأً على أنه “لا نوم” تمامًا.

2. أسباب عصبية أو طبية نادرة

هناك حالات طبية نادرة تؤثر في مراكز النوم في الدماغ، أو في نظم تنظيم السيروتونين والميلاتونين. العدوى الشديدة في الصغر (كحمى شديدة) أو عوامل التهابية قد تُبعد نظام النوم الطبيعي، لكن مثل هذه الفرضيات تتطلب فحوصًا متخصصة (EEG، تصوير دماغي، واختبارات هرمونية) لتأكيدها.

3. تعوّد ونمط حياة خاص

يصف بعض المرضى الذين عاشوا تحت ضغوط شديدة نمطًا من السهر والراحة النهارية القصيرة (قيلولات). قد يقال إنهم “لا ينامون” بمعنى أنهم لا يمارسون النوم الليلي التقليدي، لكنهم يحصلون على فترات نوم قصيرة وموزعة تساعد على الاستمرار.

ما يقوله الخبراء

أبلغت مصادر طبية أن حالات الإدعاء بعدم النوم لسنوات طويلة نادرة للغاية وتحتاج إلى تحقق طبي دقيق. يقول الأطباء عادةً إن تقييم مثل هذه الحالة يتطلب:

  • تاريخًا طبيًّا مفصّلًا، خاصة عن الأمراض في الطفولة والتعرض للصدمات.
  • فحوصات نوم (Polysomnography) لتسجيل مراحل النوم واليقظة.
  • فحوصات عصبية وهرمونية لاستبعاد اضطرابات في الجهاز العصبي أو اضطرابات الغدة الدرقية/الكظرية.

التأثيرات الصحية المتوقعة لقلة النوم المزمنة

ربما تبدو حالة نغوك استثنائية لأن التقرير يذكر ثباتًا في مؤشرات قلبية وضغطية جيدة، لكن الأبحاث تربط قلة النوم المزمنة بزيادة مخاطر الأمراض التالية:

  • أمراض القلب والوعائية.
  • اضطرابات أيضية مثل السكري وارتفاع الدهون.
  • اضطرابات مناعية ومشكلات في الذاكرة والتركيز.

لذلك فإن ادعاء الصحة الجيدة رغم سنوات الأرق يطرح تساؤلات طبية علمية ويستدعي دراسات متخصصة.

السيناريو الواقعي: ماذا نحتاج للتحقق؟

قبل تبنّي أي استنتاج قاطع حول حالة تاي نغوك، يرى المتخصصون أنه من الضروري:

  1. إجراء فحوصات نوم رسمية (Polysomnography) لمدة زمنية مناسبة.
  2. أخذ تاريخ طبي ونفسي مفصّل واختبارات لوجود اضطراب ما بعد الصدمة.
  3. تحليل عادات النوم اليومية (احتساب مجموع ساعات النوم القصيرة خلال 24 ساعة).
  4. إجراء فحوصات دم شاملة وقياسات للقلب والأوعية.

الخلاصة:ادّعاء عدم النوم لستة عقود يطرح سؤالاً علميًا جذابًا، لكنه لا يغني عن عملية تحقق طبي دقيقة. القصة تكشف أهمية الوعي باضطرابات النوم وتأثيرها طويل المدى، وفي الوقت نفسه تذكرنا بأن الحالات الاستثنائية تحتاج دائمًا إلى فحص علمي متعمق.

أسئلة شائعة

هل يمكن أن يعيش الإنسان بدون نوم مطلقًا؟
لا يوجد دليل علمي يثبت أن الإنسان يمكنه أن يعيش بدون نوم مطلقًا لسنوات؛ حالات الادعاء عادة ما تتطلب فحصًا دقيقًا لاكتشاف فترات نوم قصيرة غير منتظمة.
ما هو أفضل فحص لتوثيق النوم؟
Polysomnography (تسجيل النوم متعدد القنوات) هو المعيار الذهبي لتقييم مراحل النوم واضطراباته.
المراجع: تقارير إعلامية محلية ودولية حول حالة تاي نغوك؛ آراء أطباء النوم والخبراء النفسيين.

 

 




مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.