اتهم وزير الإعلام الإريتري يماني قبر مسقل حزب الازدهار الحاكم في إثيوبيا بالسعي إلى “إشعال حرب غير مبررة” وإحياء “خطاب توسعي قديم”، وذلك رداً على تصريحات وزير الخارجية الإثيوبي الذي حمّل اريتريا مسؤولية زعزعة استقرار بلاده.
إريتريا: الخطاب الإثيوبي تضليل للرأي العام
وقال قبر مسقل في منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي إن اتهامات أديس أبابا لا تستند إلى أي وقائع، بل تعكس – حسب قوله – “عجزاً مؤسسياً عن مواجهة الحقائق التاريخية” التي يرى أن جذور الصراع فيها تعود إلى إثيوبيا وليس إلى إريتريا.
لغز غياب كامل ادريس يثير الجدل و انتشار انباء حول صحته
إعادة تغليف لخطاب حربي قديم
واتهم وزير الإعلام الإريتري الحزب الحاكم في إثيوبيا بمحاولة تضليل الرأي العام عبر إعادة إنتاج “خطابه الحربي التقليدي” وتصوير نفسه على أنه الطرف الذي يتعرض للاعتداء، رغم تخفيض الحكومة الإثيوبية مؤخراً من نبرة تصريحاتها حول الحصول على منفذ بحري بالقوة.
صمت إثيوبي “مناورة” وليست مراجعة
ورأى قبر مسقل أن تراجع أديس أبابا عن خطابها حول البحر الأحمر لا يعني تغييراً في نهجها، بل “مناورة سياسية تهدف إلى تبرير أي حرب محتملة تحت غطاء الدفاع عن النفس”، وفق تعبيره.
معارضة إريترية ترحب بالخطاب الإثيوبي
وفي المقابل، رحّب الائتلاف الوطني الديمقراطي الإريتري المعارض بتصريحات وزير الخارجية الإثيوبي الأخيرة، واعتبرها “خطوة إيجابية” يمكن البناء عليها لإعادة صياغة العلاقات بين البلدين على أساس أكثر توازناً واستقراراً.
دعوات لتعزيز التعاون الشعبي بين البلدين
وقال الائتلاف في بيان رسمي إن تعزيز التعاون بين الشعبين الإريتري والإثيوبي قد يشكل نموذجاً ناجحاً للحد من التدخلات الخارجية والتوترات التي تؤثر على المنطقة منذ سنوات.
اثيوبيا: العلاقات مع اريتريا من بؤر التوتر المزمنة
وفي خطابه أمام منتدى السياسة الخارجية في أديس أبابا، وصف وزير الخارجية الإثيوبي جيديون تيموثاوس العلاقات بين البلدين بأنها من “أبرز بؤر التوتر المزمنة” في القرن الأفريقي، مشيراً إلى أن اتفاقية الجزائر عام 2000 أنهت الحرب الميدانية لكنها لم تعالج جذور الخلاف.
اثيوبيا تنفي ارتباط التوتر بطموحات بحرية
وهاجم الوزير التفسير القائل بأن توتر العلاقات يعود إلى سعي أديس أبابا لمنفذ بحري، واصفاً ذلك بأنه “تبسيط خاطئ”، مؤكداً أن المشهد السياسي والأمني أكثر تعقيداً مما يتم تصويره.
اتهامات إثيوبية لإريتريا بالتدخل وتمويل الجماعات المسلحة
واتهم تيموثاوس أسمرا بالتدخل في الشأن الداخلي الإثيوبي والعمل لصالح قوى خارجية تهدف إلى إضعاف بلاده، إضافة إلى دعم جماعات مسلحة تنشط داخل إثيوبيا، خصوصاً في منطقة أمهرة.
تاريخ من الصراع وتوترات متجددة
وشهدت العلاقات الإريترية الإثيوبية حرباً دامية بين عامي 1998 و2000 بسبب نزاعات حدودية، قبل أن تتحسن عام 2018 مع وصول آبي أحمد إلى السلطة وتوقيع اتفاق سلام مع أسياس أفورقي. إلا أن التوتر عاد مجدداً عام 2022 عقب انتهاء حرب تيغراي، وسط تبادل الاتهامات بين الجانبين.
