نيجيريا تتدخل لتُحبط انقلاب بنين بضربات جوية دقيقة وتدخل بري سريع في كوتونو

أعلنت نيجيريا تنفيذ عملية عسكرية مشتركة داخل العاصمة البنينية كوتونو، شملت ضربات جوية دقيقة وتقدّمًا لقوات برية، وذلك بناءً على طلب رسمي من حكومة بنين للتصدي لمحاولة انقلاب عسكري فاشلة وقعت صباح الأحد، بهدف “حماية النظام الدستوري والحفاظ على استقرار الدولة”.
وأكدت الرئاسة النيجيرية، في بيان رسمي، أن الرئيس أصدر أوامر فورية للقوات الجوية بدخول المجال الجوي لبنين، واستهداف مواقع تمركز الانقلابيين في محطة التلفزيون الوطنية وداخل قاعدة توغبين العسكرية، حيث تجمعت عناصر المجموعة المتمردة. كما أُرسلت قوات برية لدعم الوحدات البنينية الموالية التي واجهت محاولة السيطرة على مؤسسات الدولة.
عناوين اخبار السودان اليوم الإثنين 08 ديسمبر 2025
وقال المتحدث باسم القوات الجوية النيجيرية، اللواء إيهيمن إيجودامي، إن العملية نُفذت وفق بروتوكولات منظمة إيكواس والقوة الاحتياطية الإقليمية، مؤكداً أن ما جرى يعكس “التزام نيجيريا الثابت بالأمن الجماعي والدفاع عن الديمقراطية في غرب أفريقيا”.
وأفادت مصادر أمنية بأن الضربات أدت إلى تدمير مركبات مدرعة للانقلابيين والقضاء على عدد من العناصر المتمردة أثناء فرارهم، مشيرة إلى أن التنسيق المحكم مع القوات البنينية سمح بتقليل الأضرار الجانبية إلى أدنى حد.
وشهدت ضواحي كوتونو انفجارات متتابعة وأعمدة دخان كثيف، ما أثار حالة من الذعر بين السكان، قبل أن يظهر الرئيس البنيني باتريس تالون في خطاب تلفزيوني مطمئنًا الشعب بأن “المحاولة الانقلابية أُحبطت بالكامل، والمتورطون سيواجهون العقاب المستحق”.
وفي أول تعليق لها، دانت إيكواس المحاولة الانقلابية ووصفتها بأنها “خيانة لإرادة الشعب البنيني”، معلنة نشر وحدات من قواتها الاحتياطية، التي تضم عناصر من نيجيريا وسيراليون وساحل العاج وغانا، لضمان حماية النظام الدستوري في البلاد.
وأشاد الرئيس النيجيري بولا تينوبو بأداء قوات بلاده، مؤكداً أن التدخل السريع “استهدف الدفاع عن الشرعية وليس التدخل في الشؤون الداخلية لبنين”، وأن العملية أعادت الاستقرار خلال ساعات قصيرة.
وكانت محاولة الانقلاب قد بدأت عندما سيطر جنود بقيادة الرقيب الأول باسكال تيغري على مبنى التلفزيون الوطني، معلنين حل الحكومة وإقالة الرئيس تالون، الذي يقترب من نهاية ولايته الثانية في أبريل المقبل، بعد عقد شهد نمواً اقتصادياً لافتاً بنحو 6% سنوياً، بالتزامن مع توسع نشاط الجماعات المتشددة في شمال البلاد.
ووفق السلطات، جرى حتى الآن اعتقال 13 جندياً يشتبه في مشاركتهم في المحاولة الانقلابية، فيما لا يزال مصير قائد الانقلاب غير معروف.



