خبير عسكري: انسحاب الجيش السوداني من هجليج تمهيد لهجوم مضاد

سودافاكس – قال الخبير العسكري والإستراتيجي العميد إلياس حنّا إن مسار المعارك في السودان يشير إلى انتقالها نحو المراكز الإقليمية الحسّاسة، خصوصاً بعد سيطرة قوات الدعم السريع على مدينتي الفاشر (عاصمة شمال دارفور) وبابنوسة (غرب كردفان). وأوضح أن الهدف الاستراتيجي للدعم السريع هو التقدّم نحو ولاية النيل الأبيض بهدف فصل شرق البلاد عن غربها.
معارك السودان: ولاية سنار ساحة لانتهاكات “الدعم السريع”
انسحاب تكتيكي أم خطوة تمهيدية؟
وفي تعليقه على إعلان الجيش السوداني انسحابه «تكتيكياً» من هجليج إلى داخل الأراضي التابعة لدولة جنوب السودان، أكد العميد حنّا أن مثل هذه الخطوة لا تعني تراجعاً استراتيجياً بقدر ما تمثل إعادة تموضع استعداداً لشن هجوم مضاد في المرحلة المقبلة.
وكان مصدر عسكري قد أفاد للجزيرة بأن الانسحاب من حقل هجليج هدفه تجنيب البنية النفطية الدمار، بينما أشارت مصادر أخرى إلى أن القوات المنسحبة من بابنوسة وهجليج سيتم نقلها إلى ولاية النيل الأبيض لتعزيز خطوط الدفاع هناك.
أهمية هجليج في ميزان الصراع
وصف الخبير العسكري منطقة هجليج بأنها بالغة الأهمية، ليس فقط بسبب احتوائها على حقول نفطية وذهب، بل لأنها تشكل ممراً نحو كادوقلي عاصمة ولاية جنوب كردفان، ما يجعل السيطرة عليها هدفاً بالغ الحساسية للدعم السريع الساعي إلى توسيع نفوذه والسيطرة على موارد اقتصادية كبرى.
أسلوبان مختلفان في القتال
وأشار العميد حنّا إلى أن الجيش السوداني يخوض الحرب بأساليب تقليدية تعتمد على الجيوش النظامية، بينما تعتمد قوات الدعم السريع على تكتيكات العصابات والميليشيات، ما يمنحها قدرة أعلى على الحركة والمباغتة في بيئات الصحراء والسهول.
وجود مرتزقة أجانب
وكشف الخبير الإستراتيجي أن مشاركة مرتزقة من كولومبيا في القتال إلى جانب الدعم السريع ليست جديدة، مؤكداً أنهم لعبوا دوراً في سقوط مدينة الفاشر، وأن وجودهم يعكس تشابك المصالح الخارجية في الصراع السوداني.



