مكة المكرمة تدشّن أول شبكة حافلات كهربائية بالكامل عبر «مسار BRT»

سودافاكس – دُشّن، الأربعاء، في العاصمة المقدسة مكة المكرمة أول نظام حافلات سريعة التردد يعمل بالكامل بالطاقة الكهربائية، عبر مشروع “مسار BRT”، في خطوة نوعية تُعيد تعريف مفهوم النقل العام من مجرد وسيلة تنقّل إلى تجربة ذكية وآمنة ومستدامة، تخدم السكان والزوار والحجاج، مع مراعاة خصوصية وقدسية المدينة التي تستقبل ملايين المعتمرين والحجاج سنوياً.
إزالة 60 حي في مكة المكرمة لإطلاق مشروع استثماري بـ63 مليار ريال
ويُعد المشروع نقلة نوعية في منظومة النقل الحضري، ويعكس توجهاً استراتيجياً يضع الإنسان وجودة الحياة في صميم التخطيط الحضري.
نقل ذكي ومستدام يخدم ملايين الركاب
يمتد “مسار BRT” عبر محطتين رئيسيتين و11 محطة توقف، بطاقة تشغيلية تُقدَّر بخدمة ما يصل إلى 125 مليون راكب طوال عمر المشروع، مع تقليص زمن الرحلات بنسبة تصل إلى 50%، إضافة إلى تخفيف الازدحام المروري وتحسين جودة الهواء في واحدة من أكثر مدن العالم كثافة بالحركة.
ويعتمد المشروع على منظومة تقنية متكاملة تشمل:
- أنظمة تحصيل أجرة آلية.
- تطبيقات للهواتف الذكية.
- آلات بيع التذاكر وأجهزة التحقق داخل الحافلات.
- أنظمة نقل ذكية لإدارة الأسطول ومراقبة السائقين.
- تتبع المركبات في الوقت الفعلي وأنظمة مساعدة متقدمة.
وتُدار هذه المنظومة ضمن إطار تشغيلي وأمني متكامل تقوده شركة “إلكترومين”.
شراكة استراتيجية ورؤية 2030
يمثل مشروع “مسار BRT” أحد المشاريع الاستراتيجية الداعمة لمستهدفات “رؤية السعودية 2030″، إذ يُسهم في تطوير منظومة نقل حضري حديثة ومستدامة، وتعزيز جودة الحياة، وتقديم حلول تنقل آمنة ومنظمة، خصوصاً في المدن ذات الخصوصية العالية مثل مكة المكرمة.
ويجسّد المشروع شراكة فاعلة بين القطاعين العام والخاص، ويُعد أول شبكة نقل كهربائية في الشرق الأوسط تُموَّل وتُشغَّل بالكامل من قبل القطاع الخاص، مع تولي شركة “إلكترومين” مسؤولية التشغيل والإدارة الشاملة للنظام.
أثر بيئي وتنظيم حضري متكامل
يتجاوز الأثر البيئي للمشروع الجوانب التشغيلية، إذ يسهم في خفض الانبعاثات الكربونية بأكثر من 31.5 مليون كيلوغرام من ثاني أكسيد الكربون، ما يؤكد التزام المملكة بمسار الاستدامة البيئية.
كما يسهم المشروع في تنظيم حركة النقل داخل المدينة من خلال:
- مسارات مخصصة للحافلات.
- جدولة دقيقة للرحلات.
- تكامل فعّال مع بقية أنماط النقل العام.
وينعكس هذا التكامل على تحسين انسيابية الحركة، وتقليل الازدحام، ورفع مستويات السلامة، خصوصاً في المناطق ذات الكثافة العالية.
ويؤكد المشروع أن تطوير المشاعر المقدسة يتم وفق أعلى المعايير العالمية، مع الحفاظ على خصوصيتها الدينية والإنسانية، وتقديم تجربة تنقل متقدمة تليق بمكانة مكة المكرمة بوصفها قلباً نابضاً بالحركة والعبادة.



