هكذا يجرح فيسبوك المشاعر ويهدد العلاقات
تبدأ القصة دوما بطلب صداقة، فقبول، فتفاعل.. وما بين الكلمات الثلاث نقاشات بين أطراف لا تسمع بعضها جيدا، والأهم أنها لا تشعر ببعضها، فيبدأ الخلاف ثم قرار الإزالة من قائمة الصداقة.. وبهذه الطريقة يعرض موقع فيسبوك مستخدميه لتجارب نفسية سيئة لا تخلو من جراح وربما فواجع إنسانية.
فبحسب الأستاذ في علوم الاتصال بجامعة بوردو بولاية إنديانا الإميركية، جلين سباركس، فإن فيسبوك يجبر الناس على التحدث بعدم اكتراث وعدم الاستماع إلى بعضهم البعض. ولأن كثير من هؤلاء على قائمة الأصدقاء، فإن العديد منهم يتنازعون فيما بينهم ويزيلون بعضهم من القائمة ليواجهوا نتائج نفسية صعبة.
ويحدث ذلك لأن موقع فيسبوك مصمم بشكل سيء للغاية بحيث يدع الناس يتحدثون بنفس الطريقة، مما يعني أنهم غير قادرين على التعبير بشكل صحيح عن مشاعرهم التي تميزهم وآرائهم السياسية أو القضايا الحساسة التي تعنيهم.
فعبر التواصل المباشر بين الناس خارج الإنترنت، لن تكون مضطرا لإلقاء رأيك السياسي في وجه أحدهم فحسب، بل سيحدث ذلك ضمن نقاش تفاعلي.
وبحسب سباركس، فإن الفيسبوك ليس المنصة التي ترعى حوارا جادا أو تلك التي تجعل الأفراد يستمعون باهتمام لبعضهم البعض.
ويعتبر أستاذ علم الاقتصاد أن الكتابة على فيسبوك وسيط فقير في التعبير عن العاطفة وهي ركن أساسي في المحادثات بين الناس، فالتواصل عبر المواقع الاجتماعية من دون تعبير حساس عن العواطف يسهم دوما في ظهور نبرة لاذعة في الحوار.
ويشجع الفيسبوك الناس أيضا على تكوين صداقات مع العديد من الأشخاص، لكن ينقلب ذلك مع مرور الوقت إلى التعرض إلى أشخاص لا نعرفهم جيدا، وينتهي الأمر إلى خلافات كبيرة في الرؤى.
ويعني ذلك أن ما بدء على أنه صداقة ينتهي بالانفصال، تماما عبر اتخاذ أحد الطرفين قرارا بإزالة الآخر من قائمته بكل سهولة، وهو ما يؤدي إلى شعور كبير بالإحباط.