ارتفاع أسعار المدافن في مصر… 8000 دولار للمقبرة
تسبب ارتفاع الأسعار في مصر، خاصة بعد تحرير سعر صرف الجنيه مقابل العملات الأجنبية، في 3 نوفمبر/ تشرين الثاني 2016، بحدوث قفزة كبيرة في أسعار المقابر، حيث تخطت الزيادة نسبة 100%، وفق عاملين في المجال.
ويضغط الارتفاع الكبير في أسعار المقابر على الطبقتين الفقيرة والمتوسطة، حيث لا يتمكن الكثيرون من توفير المال اللازم لشراء مدفن ملائم يجمع رفات ذويهم.
وبدأ التضخم في مصر موجة صعود حادة بعد تحرير صرف الجنيه، وخفض دعم الوقود مرتين خلال ثمانية أشهر، والكهرباء مرتين خلال عام، ورفع أسعار مياه الشرب للاستخدام المنزلي، ورفع ضريبة القيمة المضافة إلى 14%.
وأظهرت بيانات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء تراجع معدل التضخم السنوي في مصر إلى 32.9%، في سبتمبر/ أيلول الماضي، من 33.2% في أغسطس/ آب الماضي.
وعلى أساس شهري زادت وتيرة تضخم أسعار المستهلكين لإجمالي مصر بنسبة 1%، مقابل 1.2% في أغسطس/ آب الماضي، وفق الجهاز الحكومي.
وقال سماسرة عاملون في بناء وبيع المدافن بمحافظة القاهرة إن تداعيات الإصلاحات الاقتصادية التي تطبقها الحكومة، منذ نهاية 2015، لم تقتصر على حياة ومعيشة المواطنين اليومية فحسب، بل طاولت الموتى في القبور.
ووفق محمد حسين، سمسار مدافن، فإن أسعار المقابر في القاهرة الكبرى ارتفعت، منذ قرار تحرير سعر صرف الجنيه، بنسب تتراوح بين 100% و150%”.
واعتبر حسين في حديث مع الأناضول، أن “الأمل الوحيد للخروج من حالة الركود، التي أوجدتها الإصلاحات الاقتصادية، هو تقديم تسهيلات لمحاوله جذب المشترين”.
من جهتها، توسعت وزارة الإسكان المصرية، خلال الفترة الأخيرة، في طرح أراضي مدافن بنظام حق الانتفاع، للتخلص من هذه الأزمة.
وفي يونيو/ حزيران الماضي، أعلنت الوزارة تخصيص 50 فداناً، لاستخدامها كمقابر صدقة لغير القادرين في منطقة المقابر بمدينة القاهرة الجديدة.
وتتباين أسعار المدافن من محافظة مصرية إلى أخرى، وتكون مرتفعة أكثر في المدن بعكس القرى، التي لا يجد سكانها صعوبة في توفير قطع أراضٍ، لاستخدامها في بناء المقابر، بحسب عاملين في المجال.
وارتفع متوسط سعر المقبرة الجاهزة والمرخصة، والبالغة مساحتها 40 مترًا، في مدينة السادس من أكتوبر(غرب)، إلى أكثر من 145 ألف جنيه (8238 دولاراً)، مقارنة بنحو 75 ألفًا (4261 دولاراً)، قبل تحرير سعر صرف الجنيه.
بينما يبلغ سعر المقبرة، التي تتراوح مساحتها بين 60 و80 متراً، ما بين 195 ألفاً و215 ألف جنيه (11000 دولار- 12215 دولاراً)، حسب درجة تشطيب المقبرة، مقارنة بنحو 95 ألف جنيه (5397 دولاراً) قبل تحرير سعر صرف الجنيه.
وقال المهندس داكر عبد اللاه، عضو الاتحاد المصري لمقاولي التشييد والبناء إن السوق المصري “يعاني من عشوائية في تحديد الأسعار”.
وأضاف عبد اللاه، أن “الأجهزة الرقابية في مصر ليست فعالة بالقدر الكافي، وغير قادرة على ضبط الأسعار في السوق، لاسيما بعد تحرير سعر صرف الجنيه”.
وأوضح أن “غياب دور الجهات الرقابية، وعدم توفر بيانات وإحصائيات دقيقة، أوجدا تفاوتاً كبيراً في أسعار المدافن من مكان إلى آخر”.
فيما شدد عبد الله حمدي، سمسار، على أن “المقابر تحولت إلى تجارة، خاصة في المدن الجديدة، بسبب ارتفاع أسعارها وحتميتها للمصريين”.
وأوضح أن سعر المقبرة يختلف من منطقة إلى أخرى، وحسب درجة تشطيبها، وقد يصل سعر الواحدة، بين 40 متراً و60 متراً، في بعض المناطق مثل القاهرة الجديدة، إلى 350 ألف جنيه (19886 دولارا).
وشدد على أن “بعض المدافن تصل أسعارها إلى 500 ألف جنيه (28409 دولارات)، إذا كانت بجوار مدافن مشاهير من فنانين وإعلاميين”.
وقال صابر ياسين أحد العاملين في المجال، إن “الزيادة في أسعار المدافن لا تقتصر على القطاع الخاص فقط، بل تشمل أيضا المدافن التابعة للدولة”.
وأضاف ياسين، أن “ارتفاع أسعار مواد البناء والأرض قفز بأسعار الجبانات (المدافن)”.
وأعلنت محافظة القاهرة، قبل أيام، فتح باب الحجز للمواطنين الراغبين في الحصول على مدفن بمساحة 20 مترًا كامل البناء، في جبانة “وادي الراحة”، المزمع إقامتها جنوبي مدينة القاهرة الجديدة، على طريق القطامية العين السخنة (شرق).
واشترطت المحافظة أن يكون المتقدم من سكان القاهرة، وألا يكون سبق له الحصول على مدفن من أي جهة، على أن يدفع 50 ألف جنيه (2800 دولار)، منها 20 ألف جنيه (1113 دولارا) كمقدم حجز.
العربي الجديد