آخرهم مدير مكاتب الرئيس البشير .. حسابات منحولة .. (مارك) يضرب مسؤولين في الخرطوم
أن تكون مسؤولاً في الحكومة، فذلك يعني أن تتبع أخبارك بشكل دائم. فكما يصح القول إن الأخبار صناعة، فكذلك فإن ذات الأخبار قادرة على أن تصنع مجدك أو حتفك فـ(اختر مكانك وأحترق حيث انتهيت).
وخلال أسبوع فقط، اضطر مدير مكاتب رئيس الجمهورية، حاتم حسن بخيت للإطلالة على وسائل الإعلام لمرتين، مرة ليقول إنه لا صلة له بمنشور حول إعفاء غندور، ثم هاهو يتنكر لما يبثه منتحل لشخصه في الموقع الأزرق “فيسبوك”.
وإن كان في المقدور تحسين صورة حاتم ومجايليه في الحكومة الحالية في وسائل الإعلام لما تمنحه من مساحات التصحيح والتصويب، وإن زادت جرعة المغاضبة فهنالك التقاضي؛ وذلك كله غير مبذول –بالمرة- في وسائل التواصل الاجتماعية، التي تتطلب هاتفاً ذكياً، يمكن أن يختلق من الحديث ذكيه وغبيه، وما على المسؤول سوى اللهاث التعاطي مع ما يبث أما تصويباً وإما تجاهلاً.
“توتر” و”تويتر”
في نهايات أيامه في القصر الجمهوري، قال مدير إدارة الإعلام في القصر الجمهوري، أبي عز الدين، إن الرئيس عمر البشير بصدد تدشين حساب على موقع التدوينات القصيرة “تويتر”.
وقبيل أن نرى البشير في “تويتر” رأينا عز الدين تتوتر علائقه بالقصر، حيث تم إعفاؤه من منصبه. ومع ذلك فهناك حساب في “فيسبوك” يحمل اسم الرئيس البشير، وآخر لحرمه السيدة الأولى وداد بابكر، ويتم تداول كثير مما ينشر فيهما على أنه حق لا يأتيه الباطل.
ومع تبرم المسؤولين في الدولة من قضية انتحال شخصياتهم في فيسبوك (الفاتح شارع) في وليده (واتساب) فإنه لم يثبت أن تم توقيف أشخاص بتهمة الانتحال وفق قانون جرائم المعلوماتية.
ما يحدث عادة هو أن يستفز أولئك المنتحلون المتخفون في الظلام بأكاذيبهم الشخصية القابعة في منطقة الأنوار لتنجر إلى تصحيح ما يرد على لسانها، خاصة وأنه يكون شيئاً مرادفًا للكارثة.
شكاوى بلا حدود
في قضية المنتحلين، نقول إنه سبق واشتكى مساعد الرئيس السابق د. نافع علي نافع من شخص يتخفى وراء اسمه ليبث شائعات وسمومًا يمكن أن يضار بها حال صدقتها أي فئة.
أما حاتم فيرى أنه بحكم منصبه الحالي، ففي المقدور أن تحدث منشورات (قرينة) في فيسبوك من مشكلات لا حصر لها، كما تمت محاولة الإيقاع بينه وبين وزير الخارجية السابق، بروفيسور إبراهيم غندور.
بواعث
إذاً لماذا يتستر أشخاص وراء أسماء شهيرة في فيسبوك، سؤال وجهناه في (الصيحة) إلى المحلل السياسي، محمد نورين، فقال إن طبيعة عمل السياسي المقترن بالعمل الحكومي في حد ذاتها محفزة لاستخدامه في إطلاق الشائعات من منصات التواصل ذات الرواج غير المحدود.
ويشير نورين إلى وجود شبهات قد تطال معارضين لسياسة المسؤول سواء داخل حزبه أو من جهات يهمها تشويه صورته وصورة الحزب الحاكم.
أما أخطر الرسائل التي يمكن أن تبث من خلال عمليات انتحال الشخصيات في مواقع التواصل الاجتماعية فهي المتعلقة بإرسال رسائل جماهيرية مؤثرة تعمل على تحشيد وتوجيه الآراء بصورة لا يمكن معها التدارك، كتوجيه إساءات إلى أشخاص وكيانات، الامر الذي يوّلد غبائن وسخائم لا يمكن انتزاعها بيسر وسهولة.
زاوية تقنية
لمعرفة الموضوع من زاوية تقانية، اتصلنا في (الصيحة) بالخبير في مجال تقنية المعلومات، محمد حسنين، فقال إن على المسؤولين الذين أصابهم الضرر من انتحال شخصياتهم في منصات اجتماعية التوجه مباشرة إلى محاكم جرائم المعلوماتية وملاحقة أولئك المنتحلين وتوقيفهم ما يساعد في وقف الظاهرة.
نقطة ثانية يشير إليها حسنين وتتعلق بضرورة التبيلغ عن الحسابات المزيفة في فيسبوك، حيث أن وصول عدد كبير من البلاغات بخصوص صفحة أو حساب معين من شأنه إغلاقها، ووقف بث الشائعات من خلالها. بيد أنه أبدى مخاوفه من استخدامات ضارة للتبليغ تتصل بغلق صفحات حقيقية من خلال شن هجومات مركزة بواسطة دعوات مناوئة.
أما الطريقة الأسلم والأنجع في وقف ظاهرة الحسابات الوهمية، فتعود إلى ضرورة وجود حسابات حقيقية للمسؤولين في مواقع التواصل الاجتماعية، معنية بالرد على كافة تساؤلات المتداخلين، وإن صعبت إدارة الصفحة على الشخص فيمكنه توليتها إلى ملمين بملفاته وفي مقدورهم توضيح كافة الحقائق.
في النور
قال حاتم حسن بخيت إن منصبه لا يخول له التصريح الإعلامي، وذلك وحده جر إليه ملفقي المنشورات، وحالياً منتحل لاسمه وشخصه في فيسبوك ما يدلل على أن (ما ينسج في الظلام لا تتم محاربته إلَّا في النور).
كوش نيوز