اكتمال صيانة المصفاة.. انحسار مظاهر تكدس السيارات
في الحادي عشر من ديسمبر الماضي، حذر نائب برلماني من انفجار وشيك بمصفاة الخرطوم للبترول، بعد أن تخطت فترة صيانتها المواقيت المحددة، وكشف أن الشركة الصينية المسؤولة سلمت خطابات للحكومة تطالب بضرورة تأمين العاملين وإخلاء المنطقة. وشدد النائب عبد الرحمن عبد الله خلال رد لجنة الطاقة على بيان وزارة النفط والغاز، بتوفير احتياطي من النفط لتأمين حاجيات البلاد.
وحمل وزير الدولة بوزارة النفط سعد الدين البشرى وقتها وزارة المالية مسؤولية تأخير صيانة المصفاة بحجة توفير المبالغ اللازمة للصيانة، وضمان استيراد المواد البترولية ،واستعجل إجراء الصيانة قبل حلول مارس المقبل حتى لا يحدث ما لا يحمد عقباه، وقال: الوقت قصير، ونحتاج إلى دفعة قوية قبل توقف المصفاة، ولفت إلى أن صناعة البترول حساسة، وتتطلب اهتمامًا من وزارتي المالية والنفط والغاز.
وأرجع رئيس كتلة أحزاب المستقبل إدريس جماع، أسباب استمرار تشغيل المصفاة لمحاولة الحكومة خلق مخزون استراتيجي من النفط، مما تسبب في إرجاء صيانتها لمدة 3 سنوات قبل أن يصف الأمر بالخطير. فيما حذر الوزير من التأثيرات السياسية والاقتصادية التي ستنعكس على البلاد حال انفجرت المصفاة. وقال إن توقف المصفاة سيكلف الدولة استيراد نحو 17 شحنة من المواد البترولية. وأكد حرص الحكومة على سلامة المواطنين والعاملين الصينيين والسودانيين، ولفت إلى أن مصفاة الخرطوم التي تبلغ قيمتها 7 مليارات دولار واحدة من أكبر ممتلكات الشعب السوداني.
بالأمس أعلنت وزارة النفط والغاز اكتمال عمليات الصيانة في المصفاة والبدء التدريجي لتكرير الخام قريباً، وأكد وزيرالدولة بوزارة النفط والغاز سعد الدين البشرى أن بدء تكرير الخام بالمصفاة سيؤدي لبداية انحسار مظاهر تكدس السيارات بمحطات الخدمة البترولية بالعاصمة والولايات، وقال الوزير البشرى في زيارته التفقدية لمصفاة الخرطوم بمنطقة قري للوقوف على اكتمال عمليات الصيانة في الجزء الأول من المصفاة التي توقفت عن العمل لإجراء عمليات الصيانة الدورية، إن قرار توقف المصفاة جزئياً للصيانة كان حتمياً وضرورياً للحفاظ عليها كمنشأة استراتيجية وإحدى ممتلكات الشعب السوداني، مشيداً بقدرات العاملين في المصفاة الذين تمكنوا من إتمام الصيانة بخبرات سودانية وقليل من الخبراء الأجانب.
وتتكون مصفاة الخرطوم من جزءين الأول يوفر حوالي 60% من المواد المكررة من أهم المنتجات النفطية، والجزء الثاني الذي كان يعمل أثناء توقف الأول، وهو ما يعرف بالتوسعة لسعة المصفاة التكريرية.
وقدمت المديرة العامة المكلفة لمصفاة الخرطوم منيرة محمود شرحاً عن عمليات الصيانة، كاشفةً عن جهود كبرى لإكمال عمليات الصيانة في فترة وجيزة حتى تعمل على حل الضائقة التي يعاني منها المواطنون أثناء التزود بالوقود من محطات الخدمة البترولية.
وكانت مصفاة الخرطوم قلصت عدد الخبراء الأجانب العاملين فيها مقارنةً بالصيانات السابقة، بعد أن بلغت نسبة السودنة في المصفاة أكثر من 90%، مشيرةً إلى أن العمل اكتمل بفريق عمل مكون 2670 شخصاً يعملون في توقيت واحد طوال اليوم، ليلاً ونهاراً.
من جهته قال رئيس لجنة الطاقة في البرلمان، السماني الوسيلة، في تصريحات لوسائل الإعلام إن الاجتماع تأجل لغرض توفير المزيد من المعلومات عن كمية المشتقات النفطية التي وصلت إلى ميناء بورتسودان والعقبات التي تجابه توزيعها على الصعيدين المالي والإداري وحجم الاستهلاك اليومي، وكمية المنتج المحلي وحجم الفجوة والكيفية التي يتم بها الشراء والتعاقد لاستيراد المشتقات.
ولفت إلى توافر معلومات حول حدوث تهريب للمشتقات النفطية خارج الحدود عبر الولايات ما يستدعي ضرورة إحكام المنافذ الحدودية لحسم الظاهرة، وأكد الوسيلة أهمية توحيد الخطاب السياسي حول مشكلة المشتقات والتي تزامنت مع تطبيق السياسات الاقتصادية الأخيرة ودخول موسم الصيف وبداية الموسم الزراعي الصيفي.
وكان الوزير البشرى قد أشار إلى أن السبب الرئيس في أزمة الوقود ليس إطفاء المصفاة للصيانة، بل هلع المواطنين من الندرة، ما رفع وتيرة شرائهم الوقود بكميات كبيرة وتخزينه وأحدث طلباً عالياً، وطالب البشرى البنك المركزي بالتعاون مع الوزارة في سرعة إصدار خطابات الضمان للاستيراد، لافتاً إلى استمرار خطة الوزارة في استيراد المشتقات لحين انجلاء المشكلة.
الصيحة