صباح محمد الحسن: سرقة فكرة ام فكرة سرقة !!
يعني قوموا بالتفكيك ونحن ( بنديكم الجاهزة والمركبة) هذا هو الدهاء الذي يعمل به وزير الداخلية لتنفيذ الخطة الكيزانية القادمة من اجل السيطرة على القوات النظامية تحت مسميات وواجهات ثورية
اطياف – صباح محمد الحسن
سرقة فكرة ام فكرة سرقة !!
يخطو الفريق اول شرطة عنان حامد وزير الداخلية المكلف ومدير عام الشرطة خطوات حثيثة نحو الحكومة المدنية المنتظر تشكيلها حال نجاح العملية السياسية التي تستند على التوقيع على الإتفاق الإطاري بين العسكريين والمدنيين
وتأتي خطوات عنان باصدار قررات عاجلة تبدو أنها تصب في صالح التحول الديمقراطي ، وهو الذي ساهم مساهمة مباشرة في هدم هذا البناء ، والعمل على محو آثاره ، فعنان استعان به الفريق البرهان لقيادة جهاز الشرطة حتي يشكل الحماية الكافية للانقلاب ، نجح في مهمته حيث مارست الشرطة اسوأ عمليات القتل والاعتقال ، وأرتقى اكثر من ١٢٠ شهيدا ، واصيب اكثر من ٤ الف ثائرا ، فقد العشرات اطرافهم وعيونهم ، واستخدم سلاح الأوبلن بطرق قاتلة ، واطلقت شرطتة الرصاص الحي وكأنها تخوض معركة وطن وكرامة مع عدو غاشم ، ولعب عنان في خانة الدفاع والهجوم معا ، وحقق الاهداف التي جاء من اجلها
لكن الغريب ان يمارس عنان الذكاء الشرطي في تغيير الخطة سريعا ، فالرجل منذ اول يوم بعد توقيع الإطاري اجتمع بعناصره ليحدثهم عن واجبهم في حماية التحول الديمقراطي ، لكن ان يصل الأمر لاعادة كل المفصولين تعسفيا الى الخدمة في هذا التوقيت ، لكسب ثقتهم وثقة الشعب في الشرطة فالأمر يستحق الوقوف عنده ، اما ان يقرر عنان إجازة قانون الأمن الداخلي الذي كان مطلبا ثوريا نادت به القوى الثورية والسياسية من أجل تحقيقه ، فهذا ما يستدعي السخرية
هذه الخطوة ( البهلوانية ) ، جعلت القيادي بتجمع المهنيين إسماعيل التاج، يشن هجوماً لازعاً على وزير الداخلية في استباقه للعملية السياسية الجارية بإجازة قانون الأمن الداخلي ودفعه للإجازة النهائية بوزارة العدل قائلا : (ما يقوم به وزير الداخلية هو عملية اختطاف وخير دليل على ذلك ترقية ٤٠٠ ضابط بالمعاش للاستعانة بهم في قانون الأمن الداخلي وترفيع الضباط للاستعانة بهم تكوين جهاز الأمن الداخلي، وأن العملية ليست بريئة وأن الاختيار والإشراف ليس من صلاحياته، وهي فكرة الثورة ) .
لكن عنان ليس سارق فكره وحسب ، فهو ينفذ فكرة سرقة مقننة ، فالرجل ينفذ عملا وتخطيطا خطيرا ، فالخطوة تستبق تفكيك واصلاح الاجهزة النظامية ، يعني قوموا بالتفكيك ونحن ( بنديكم الجاهزة والمركبة) هذا هو الدهاء الذي يعمل به وزير الداخلية لتنفيذ الخطة الكيزانية القادمة من اجل السيطرة على القوات النظامية تحت مسميات وواجهات ثورية
وخطوات عنان لا تنحصر فوائدها في تحقيق رغبات جهات تعد لهزيمة الحكومة القادمة من جديد الخطوة ايضا يريد بها عنان ضمان استمراريته في المنصب فلربما يعتقد في الشعب السوداني الغباء انه ان حقق ما يطالب به الشارع قد ينسى الناس تاريخه او حاضره الاسود ، فعنان حتى قربه من البرهان لم يعد يعنيه كثيرا فالرجل الآن يعمل لكسب ود محمد حمدان دقلو ، فالأخير ربما يخدمه في تحقيق مآرب المستقبل أكثر من الأول الذي يصبغه بسوءات الماضي .
طيف أخير:
حول لقاءاته مع الأحزاب السياسية أكد ابي احمد انه لن يقدم مقترحات جديدة وإنه يثق في قدرة السودانيين على تجاوز قضاياهم السياسية …. شكرا جميلا ً
الجريدة