الحرب تنعكس على قطاع الكهرباء… تحذيرات من الانهيار
محمد حلفاوي
تواجه الولايات الواقعة خارج دائرة القتال بين الجيش والدعم السريع نقصًا في الكهرباء، وتمتد البرمجة اليومية من ست إلى ثماني ساعات جراء تراجع التوليد المائي الذي تعتمد عليه شركة توزيع الكهرباء الحكومية.
استمرت برمجة القطوعات خلال فصل الشتاء، ما يعني أن القادم في الصيف أسوأ
ومنذ نشوب الحرب بين الجيش والدعم السريع منتصف نيسان/أبريل 2023، توقفت المحطات الحرارية في العاصمة الخرطوم، والتي تشمل محطة قري الحرارية الواقعة تحت سيطرة الدعم السريع، كما حدثت أضرار لخطوط النقل الكبيرة داخل الخرطوم وفي أطرافها.
وتعتمد ولايات سنار والجزيرة وكسلا والبحر الأحمر والقضارف ونهر النيل والشمالية على الطاقة الكهربائية المنتجة من سدود نهر سيتيت وخزان الروصيرص وسد مروي، ولا تغطي الكمية المنتجة من هذه المحطات المائية الاستهلاك الكلي. فيما تغذي البارجة التركية من ساحل البحر الأحمر بعض أجزاء مدينة بورتسودان.
بينما تعتمد ولايتا النيل الأبيض وشمال كردفان على محطة أم دباكر الحرارية في تخوم كوستي، وتتعرض في بعض الأحيان إلى الأعطال ونقص الوقود.
وقال مصدر من شركة توزيع الكهرباء لـ”الترا سودان” إن البرمجة المستمرة للكهرباء جراء النقص بدأت منذ بداية الحرب قبل تسعة أشهر، ولا يمكن الحصول على الإنتاج الكلي لطبيعة الوضع الحالي وتوقف الصيانة وخروج محطة قري الحرارية التي كانت تنتج في المتوسط (450) ميغاواط/ساعة.
وعما إذا كانت هناك آمال بتحسن وضع الإمداد، ربط المصدر استقرار الكهرباء بوصول كميات إضافية من الطاقة من مصر أو إثيوبيا، وهذا غير ممكن في ظل تواضع خطوط النقل مع هذه البلدان، وفي ذات الوقت لا يمكن تشغيل محطات حرارية داخل العاصمة الخرطوم، منها محطة بحري ومحطة قري شمال العاصمة لأسباب الحرب، يضيف المصدر.
إحدى محطات توليد الكهرباء في السودان
تسيطر قوات الدعم السريع على معظم المحطات بالعاصمة الخرطوم
فيما يقول معاوية، الذي يقيم في مدينة القضارف ويدير متجرًا للسلع التموينية، إن القطوعات المستمرة للكهرباء لا تساعدهم على بيع المنتجات المبردة مثل اللحوم والمشروبات والعصائر المعبأة، ولذلك استعانوا بالمولد الكهربائي الذي يستهلك الوقود ما يعني ارتفاع التكلفة.
ويقول معاوية لـ”الترا سودان” إن البرمجة غير منتظمة؛ في بعض الأحيان يستمر الإمداد دون قطوعات، وفي بعض الأوقات ترجع القطوعات لساعات طويلة ولأسابيع دون معرفة السبب.
وقبل الحرب، كان السودان ينتج أقل من (2500) ألف ميغاواط/ساعة، نتيجة تدهور الوضع في قطاع الكهرباء وتوقف مشاريع تنموية منذ الانقلاب العسكري في 25 تشرين الأول/أكتوبر 2021، وانسحبت ألمانيا من تمويل مشاريع طاقة، إلى جانب تجميد قروض من البنك الدولي في هذا الصدد احتجاجًا على تقويض الحكم المدني.
ويحذر مسؤولون سابقون في وزارة الطاقة في السودان من توقف الإنتاج الكهربائي بشكل كلي حال استمرار الحرب، خاصة مع عدم رغبة الشركات الحكومية العاملة في القطاع في التصدي للمسؤوليات بسبب نقص الموارد.
وذكر مسؤول سابق في قطاع الكهرباء بوزارة الطاقة في عهد الحكومة الانتقالية في حديث لـ”الترا سودان”، مشترطًا عدم نشر اسمه، أن الإمداد الكهربائي المتوفر في الوقت الراهن معجزة، لأن استمراره مرهون بصيانة المحطات المائية.
مسؤول سابق في قطاع الكهرباء: مع توقف جميع مناحي الحياة الاقتصادية في السودان بسبب الحرب، لا توجد خطط على الأرض لاستدامة الإمداد الكهربائي
وأردف: “مع توقف جميع مناحي الحياة الاقتصادية في السودان بسبب الحرب، لا توجد خطط على الأرض لاستدامة الإمداد الكهربائي، بجانب عدم توفر الإرادة الحكومية، وشح التمويل”.
الترا سودان